كتب: محمد الحبيب السلامي
…محمد الكراي هذا العلم شغل العائلات الصفاقسية في الخمسينات، فقد كان أول أستاذ تونسي يقدم دروس الفلسفة في معهد ثانوي بصفاقس…ونقل عنه بعض تلاميذه أنه في دروسه يتحدث عن وجود الله ويُنكر وجود الله…
تعرض إلى مضايقات
وخافت كثير من العائلات على أبنائهم من أن ينشر فيهم الكفر، تعرض إلى مضايقات، ونُقل إلى معهد بنزرت فوجد من الوالي الهادي البكوش مضايقات، نُقل إلى معهد خزنه دار وتعرض من محمود المسعدي إلى مضايقات…واصل التدريس، وواصل الدراسة فأضاف إلى الإجازة من كلية الآداب بالسربون شهادة أخرى في الفلسفة، وقدم رسالته حول (فلسفة الدهرية) للحصول على الدكتوراه…
درّس الفلسفة، ودرّس اللغة الفرنسية بالحي الزيتوني بصفاقس…كنت زميله، ما رأيت منه غير حسن الخلق…رغب في تكليفه بالتفقد فتحققت رغبته وكان أول متفقد في الفلسفة، ومازال بعض الأساتذة الذين زارهم يشيدون بقدرته وكفاءته وسداد توجيهاته…
لا أصب العلم!
كان ينتقد الفلسفة الإسلامية، ودروس التفكير الإسلامي والتربية الدينية…كان يقول: إني لا أصب العلم في ذاكرة التلاميذ ولكنني أكوّن فيهم ملكة البحث والتحليل والنقد وعدم قبول أية عقيدة ولو كانت تتعلق بوجود الله إلا بعد الدرس والبحث…
الماركسي الأخير
كان ماركسيا وكوّن حوله فريقا ماركسيا…ترجم كتاب ماركس، ويقول عنه اليوم زميله الدكتور الجامعي في الفلسفة فتحي التريكي…إنه لم يكن كافرا ولكنه كان مبدعا…لما تقاعد وجوبيا سنة 1977، انضم لأخيه المحاسب محمود ومعه شهادته في المحاسبة التي تحصل عليها بتوجيه من أخيه…تزوج وأنجب ذرية ناجحة…
صدر عنه وعن سيرته وفكره أخيرا كتاب عنوانه (محمد الكراي الماركسي الأخير)..
من طالعه؟
أسأل وأحب أن أفهم..
