صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (79): الشيخ الأستاذ العدل المناضل يوسف خماخم 1920 ـ 1989

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

يوسف خماخم…هذا رجل خدم وطنه فلما تقدم أمثاله ومن دونه يطلبون الثمن لم يطلب ولم يعطوه…وهذه سطور قليلة من حياته تشهد بذلك…

خرج من المدرسة حافظا للقرآن حاملا الشهادة الابتدائية فدخل التعليم الزيتوني من فرع صفاقس إلى جامع الزيتونة فلم يخرج منه بعد تسع سنوات إلا وهو يحمل شهادات الأهلية والتحصيل والعالمية…

حصل على الإجازة

رضي أن يكون معلم اللغة العربية في الزاوية مدة قصيرة، وفتح متجرا بسوق الربع الضيق، وتحصل على أمر عليّ في العدالة والإشهاد، ثم كُلف بتدريس الخط في الفرع الزيتوني ولم يتخل عن هذه المادة إلا لما وقع القضاء على التعليم الزيتوني فصار يدرس قواعد اللغةً…

وفي سنة 1970 قضى سنة في الكلية الزيتونية وخرج بالإجازة في أصول الدين، وبها سمي أستاذا بالتعليم الثانوي…انتدب للتعليم بجيبوتي مدة ولم يواصل…

حاولوا قتله

في سنة 1936 انضم إلى حزب بورقيبة وبقي فيه مناضلا عشرات السنين تحمّل فيها مسؤوليات في الشُعب والجامعات الدستورية، وشارك في الكفاح العلني، في المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات وتأسيس النقابات والمنظمات…
ونظم الاجتماعات في الجامع الكبير وخطب فيها كما شارك في العمل السري، واتهمه أنصار المستعمر بالمشاركة في قتل أحمد بالقروي فحاولوا قتله ليلا لكنهم أخطؤوه…تعرض للإبعاد ووضع في المحتشدات..
…في السنة الدراسية 1946 ـ 1947 أسّس جمعية اللخمية كفرع لجمعية الخلدونية وقضى ثلاثا وعشرين سنة مديرا لها دون مقابل…فتح فيها دروسا للرياضيات ودروسا تهيء المطرودين من المدارس للشهادة الابتدائية، ودروسا في المحاسبة ومسك الدفاتر، ولما بنى بمساعدات أهل الفضل معهدا خاصا صارت الجمعية تعلم البنات الصناعة وفي نهاية السنة يبيع إنتاجهن في معرض خاص، وفي المساء تقدم الدروس المعتادةً…

أسّس مكتبة ثرية للمطالعة، وكوّن لجنة للرحلات، وفي معركة بنزرت كانت الرحلة متوجهة للسياحة في ليبيا فوجهها إلى بنزرت، وهناك ناضل وتحمل مسؤوليات…

قرار ظالم

..وفي سنة 1969 دعاه الكاتب العام للجنة التنسيق الحزبي كما دعاني ككاتب عام للجمعية وأعلمنا بقرار تعسفي ظالم وهو حل الجمعيات الثقافية وضمها للجنة الثقافية الجهوية، وضمنا عضوين في اللجنة…

قضى الشيخ يوسف مدة قصيرة ثم انسحب وقد سلمهم كل ممتلكات الجمعية…وبذلك أضاف التاريخ إلى صفحاته صفحة تُشرف ولا تُنسى…

ودع الدنيا

وعاد بعد التقاعد لعدالة الإشهاد…فلما شدّه المرض وحان أجله ودع الدنيا التي خدم فيها وطنه بصدق دون أن يدعى إلى كرسي من الكراسي التي أكرموا بها من دونه…

فودعته زوجته الفاضلة وأولاده البررة وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فهل لكم عن السطور التي قدمت تعليق؟

أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى