صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (117): القارئ عبد السلام الرقيق 1915 ـ 2006

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

نزل إلى الدنيا وعاش فيها تسعين سنة وهو في ظلام البصر، لكنه عاشها وهو في نور البصيرة…بذكاء وعقل وذاكرة…في الكتاب وعلى يد المؤدب المشهور الحاج علي المصمودي حفظ القرآن…

لذكائه اتخذه المؤدب مساعدا ومستشارا، طلب العلم فوجده في دروس المدرسين بالفرع الزيتوني بصفاقس، وبقي طيلة شبابه و كهولته وشيخوخته وهو يشارك في مجالس العلم، ويبحث عن كتاب ومن يقرأ له الكتاب وذاكرته تخزن…

مسؤولية المساجد

اختبرت ذاكرته يوما، كنت أسأله عن كل مسجد في مدينة صفاقس وهي بالعشرات فكان يحدد لي مكان كل مسجد…كانت أغلب المساجد تتمتع بوقف أوقفه عليها أهل الخير والبر لينفق عليها وعلى صيانتها من دخل وقف، وكانت جمعية الأوقاف مسؤولة عن هذه المساجد ورعايتها…

ولذلك كان عبد السلام يطالب جمعية الأوقاف بصيانة كل مسجد احتاج إلى الصيانة…ولما ألغى بورقيبة الأحباس العامة بما فيها الأحباس على المساجد رجعت أوقاف كل مسجد إلى البلدية، وصارت هي المسؤولة عن صيانتها…
فلو كان عبد السلام اليوم حيا هل ًيسكت وهو يرى في صفاقس ستة جوامع جمعة تُغلق لأنها متداعية للسقوط؟ ألم يكن في كل يوم يدق باب البلدية يطالب بصيانتها مادامت قد أخذت الأملاك التي حبسها أهل الخير عليها؟

أسّس جمعية الكفيف

وجد عبد السلام الكفيف، الكفيف محروما من حقوقه في عهد الحماية فدعا إلى تأسيس جمعية ترعى الكفيف، وتأسست، وتولى رئاستها سنوات كان فيها مدافعا عن حقوق الكفيف…
كان يدق أبواب الولاة، وأبواب الوزراء وينشر المطالب في الصحافة ويتحدث عنها عبر الإذاعة …انضم إلى نادي الشعبوني، وإلى مجلس البخاري…فكان في كل مجلس يتلقى ويجادل ويضيف وذاكرته معه إلى يوم وفاته، تسأله عن مسألة فقهية فيجيبك ويحيلك إلى مصدرها من كتاب…
فارق الدنيا فودعته عائلته وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر وترك أولادا طيبين يمطرون روحه بالرحمة عليه…فبماذا يذكره الأصدقاء؟؟

أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى