كتب: محمد الحبيب السلامي
…ولد فرج بوهلال بصفاقس فأخذ قسطا من التعلم وخرج لمدرسة الحياة يرى ويسمع ويتعلم ويشارك، دخل ميدان التجارة، وباع في الشارع شتاء (الصحلب)…
اكتشف أن أهالي صفاقس يرون من العيب على الكبير والصغير الأكل في الشارع، ولذلك خلت المدينة من دكاكين تبيع المرطبات والحلويات غير دكان يهودي افتتحه صاحبه في نهج الجامع الكبير يبيع فيه شراب اللوز والليمون وبشماط…
فتح دكانا..
…تصور أن العادات بدأت تتغير في صفاقس بعد الحرب العالمية الثانية، لذلك قرر أن يصنع المرطبات العصرية ويعرضها في دكان خاص…نفذ ما قرر، وفتح الدكان في نهج الجامع الكبير وكتب الخطاط ابراهيم داود في واجهته (الأحباء) فكان أول صفاقسي يصنع المرطبات ويعرضها في دكان، أقبل عليه الرجال والأطفال، وصارت المرأة تطلب من زوجها (حلويات بو هلال)…وضرب الكساد دكان اليهودي..
بعد سنوات من النجاح فتح مثله دكانا في نهج الباي وكان أكبر يبيع المثلجات والمرطبات والقهوة،
…خرج صاحبنا إلى باب البحر فوجد المقاهي كلها تبيع الخمر ويديرها يهود، ففتح مقهى واسعا عصريا يتسع للقاءات الأحباب، وللعب الورق، وشرب القهوة والشاي ولا يُباع فيه الخمر..
رحلة إلى المشرق
..بعد سنوات من النجاح اشترى سيارة جديدة مع أربعة مسلمين أقوياء وتوجهوا بها نحو المشرق فأدوا الحج والعمرة، وزاروا القدس وصلوا في بيت المقدس، وطافوا في الأردن والعراق ولبنان وسوريا وعادوا إلى صفاقس يروون قصة رحلتهم وكنت ممن استقبل وحضر واستمع للحاج فرج بوهلال يقص قصة رحلته…
ما قولكم في مثل هذه الرحلة عند الحج؟
أسأل وأحب أن أفهم…
