صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (45): زهير العيادي 1906 ـ 1980

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

…هذا إعلامي من القدماء، بعد أن تمكن زهير العيادي من اللغة الفرنسية في المدرسة والمعهد قرر أن يكون صحفيا، واختار أن يكتب باللغة الفرنسية في الصحف الفرنسية التي كانت تصدر في تونس وذلك ليبلغ للجالية الفرنسية مواقف ومطالب المواطن التونسي….

عاد إلى صفاقس

بقي في العاصمة يكتب وينشر ولما عاد إلى صفاقس وجد الصحفي القدير أحمد حسين المهيري يفكر في إصدار صحيفة باللسان الفرنسي بعد أن تم إيقاف صحيفته (العصر الجديد)….
وتنفيذا للقانون جعلا صاحب امتيازها رجلا يحمل الجنسية الفرنسية…كان زهير يكتب وينشر والمهيري يوافق ولا يكتب لأنه له لسان عربي فقط…وهكذا قضى زهير سنوات من عمره يكتب في الصحف…وحقق بذلك شهرة…

كان يحضر الاجتماعات الحزبية التي كثُرت في الثلاثينات، ويُقال: إنه اختار الحزب الشيوعي، ويُقال إنه أسس في صفاقس مع صحبه أول شعبة دستورية بورقيبية ثم تخلى عن الأحزاب…

بعث النادي الصفاقسي

…والثابت أنه نجح في دنيا الرياضة في قضية خاب فيها غيره، فقد استطاع أن يحقق للرياضيين في صفاقس مطلبا عزيزا: لقد تحصل على رخصة بعث ناد رياضي للمسلمين في صفاقس سماه (النادي التونسي) وفي عهد الاستقلال صار اسمه (النادي الرياضي الصفاقسي) وقد جعل لون المريول: أخضر وأحمر، لغاية…ومن هنا صارت هذه الجمعية تنافس وتتبارى مع الجمعيات غير الإسلامية…
ذاك تاريخ لزهير لا ينسى..

رواية الـ 40 متهما

…ويروى أن سلطة الحماية اتهمت أربعين صفاقسيا بتعاونهم مع الألمان لما نزلوا بصفاقس في الحرب العالمية، وقد وضعوا في السجن ليتم إعدامهم…يُروى ويقال:
إن زهير العيادي اغتنم فرصة زيارة يقوم بها الجنرال ماست المقيم الفرنسي في صفاقس، فاستدعاه إلى عشاء ببيت الحبيب المزيو…وفيه خطب زهير خطابا سياسيا مؤثرا أثبت فيه براءة الأربعين، واقتنع المقيم فأطلق سراحهم…ويقال إن زهير العيادي كان له نشاط في الجمعيات الثقافية والاجتماعية…

ضيعة فلاحية؟

وبعد سنوات اختار أن يتوقف عن الكتابة ويتفرغ للسهر على ضيعة فلاحية قيل…
إن السلط الفرنسية قدمتها له هدية لأسباب، وقيل: إنه وطني نظيف والضيعة اشتراها بماله…
وقبل وفاته صار ينشر خواطره في شمس الجنوب بلسانها الفرنسي، ولما حان أجله ودع دنياه وودعه أهله وأحبابه بالرحمة، فمن منكم يذكره اليوم؟
أسأل وأحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى