صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام دخلوا إذاعة صفاقس ثم ارتحلوا: علي المكي 1917 ـ 1995

Mohamed Habib Sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

من مِنّا ينسى الرجل الظريف الطريف الأنيق في حديثه، الأنيق في لباسه؟ من مِنَا لا يذكر علي المكي؟…هو في المدرسة العربية الفرنسية كان نجما بين التلاميذ، هو لما دخل جمعية الهلال التمثيلي كان نجما، ولما انتقل إلى جمعية التهذيب برئاسة الدكتور أحمد العكروت وجد مكانه بين الممثلين والممثلات يستعرض معهم أدوارهم ويصحح أخطاءهم اللغوية والتمثيلية…

كشّاف في فرنسا

ولأنه كان كشّافا، وفي الكشافة النشاط المسرحي فقد وجهته القيادة الكشفية بتونس إلى نانسي الفرنسية يقضي فيها تربصا في الفن المسرحي، ولما رجع انتدبته جمعية الثقافة والتعاون المدرسي ليُكوّن من تلاميذ المعهد الثانوي فوجا في التمثيل، فكان ممن تكوّنوا على يديه وبقيادته، حامد الزغل، المختار الفخفاخ، التيجاني زليلة، مصطفى الفارسي، حسونة المراكشي، مصطفى الفراتي…وكلهم نجحوا في الدراسة وقدموا خدماتهم للشعب والدولة…

بارع في الترجمة

بهذا الفوج شارك في مسابقة بين المعاهد بالجزائر فكان للفوج النجاح والفوز بالرتبة الأولى…كفاءته في اللغتين العربية والفرنسية مكنته من ترجمة بعض المسرحيات من الفرنسية إلى العربية…فممّا ترجمه مسرحية (راسبوتين) التي مثلها الممثل المصري القدير يوسف وهبي، ومسرحية (رابح زميم الحومة) التي اشتهرت واشتهر في تمثيل أدوارها (جميل الجودي، والحبيب العروسي)…وقدمت مرارا عبر التلفزة التونسية…

مارس التجارة

فرضت عليه ظروف اقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية أن يدخل ميدان التجارة يفتح دكانا بسوق الفرياني…فلما أعيد بناء المسرح البلدي حسب هندسة عصرية دُعي علي المكي لإدارته، فكان في مستوى الأمانة، حافظ عليه، وأحسن استقبال من مثلوا على خشبته أو غنوا وكانوا من تونس أو من الشرق أو من الغرب…

دخل إذاعة صفاقس

كما كان يهيئ المسرح للخطاب الذي يلقيه الرئيس الحبيب بورقيبة…وكان عضوا في لجنة التوجيه المسرحي الجهوية…لما تأسست إذاعة صفاقس كان مديرها المرحوم عبد العزيز عشيش يختار لها المنتجين والمنتجات، لذلك استدعى على المكي وتعاون معه على توفير الظروف لتقديم البرامج الإذاعية وتسجيلها في المسرح حتى تبعث للإذاعة إدارة إدارية وفنية…
كما دُعي علي المكي للإنتاج الإذاعي فكان أول من قدم برنامجا اجتماعيا نقديا، طريفا باللسان الدارج فكان برنامج (ألحان وطرائف) بقلم ولسان علي المكي، فوجد البرنامج قبولا ومتابعة…وتطور البرنامج فصار (ساعة في الإذاعة)، وكتب علي المكي مسرحيات قدمت في إذاعة صفاقس….

الوداع

لما تقاعد ودعته شعبة صفاقس الجنوبية، كما ودعته وأكرمته المندوبية الثقافية برئاسة المربي المتفقد محسن بنجماعة…ولما حان أجله وودع الدنيا ودعته عائلته وودعته صفاقس وإذاعة صفاقس بحسن الذكر والرحمة…
ترك تاريخا لا يُنسى، وترك طرائف كان يرويها عن ممثلين وغنائيين وإعلاميين نقدية وضاحكة…فما يذكره الأصدقاء عنه وماذا يضيفون لنزداد فهما وأنا أحب أن أفهم؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى