الصريح الثقافي

الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا في صفاقس: اللغة العربية تنفع للشعر والفرنسية تنفع للعلم …

“الفضيلة قيمة كونية ليست من اختصاص شخص واحد … وحتى في مجال الادب بقدر ما يوجد كتاب رائعون هناك كتاب اشرار، لذلك اردتها مفردا في صيغة الجمع لذلك ضمن عنوان روايتي الاخيرة” … هكذا قال الكاتب الجزائري “محمد مولسهول” الذي اشتهر أدبيا باسم “ياسمينة خضرا“، خلال اللقاء الادبي الذي جمعه مساء الاربعاء، بفضاء المسرح البلدي بصفاقس، مع عشاق الفكر والادب لتقديم آخر رواياته Les vertueux الصادرة بالفرنسية عن دار “ميالة بارو” والعربية عن منشورات “القصبة”.

الفضلاء

“الفضلاء” هذه الرواية الاخيرة، للكاتب الجزائري “ياسمينة خضرا” الصادرة في 540 صفحة بالغة الفرنسية، التي قال صاحبها انه لم يستقر بعد الى ترجمتها باللغة العربية إلى “الفضلاء” او “الاخيار” او “الصالحين”، والتي اختار من خلالها الكاتب العودة إلى مسقط راسه “القنادسة”، بالجنوب الغربي للجزائر، ليروي فترة الحرب العالمية الاولى (1914 -1918) وكيف عاشها الجزائريون تحت ظروف الاستعمار والجوع والخوف، وما تضمنته من صور تجنيد اجباري للجزائريين في الجيش الفرنسي تفعيلا لقانون التجنيد العسكري الاجباري الصادر عام 1912، وقد أرادها صاحبها ردا لاعتبار تاريخ الجزائر واجداده الذي طالما اعترف بهم ومجدهم في مؤلفاته السابقة، وخلاصة لمسيرة خمسين عاما من الكتابة والابداع الادبي، التي قال “انه فخور بها باعتباره حققها بمفرده دون دعم اي طرف”

“الفضلاء” او “الاخيار” او “الصالحون” … هذه الرواية الاخيرة للكاتب الجزائري “ياسمينة خضرا” التي استلهم صاحبها عنوانها من الفضيلة وما تتضمنه من قيم التسامح والعفو والطيبة …، وذلك تثمينا لقيم ابناء وطنه التي جسدها بطل الرواية “ياسين شراقة” الذي قبل ان يجند ويخوض الحرب عوض ابن “قائد” قريته مقابل وعود زائفة، وذلك بسبب ظروفه الاجتماعية القاسية وبفضل طيبته.

وبأسلوب راوح بين المباشرتية والواقعية الطاغية على روح الاطار العسكري أحيانا، وروح المراوغة والدعابة أحيانا أخرى، أجاب الكاتب الجزائري “ياسمينة خضرا ” على أسئلة عشاق الأدب والفكر من جامعيين واساتذة وحتى من الشباب الطلابي والتلمذي الذين حضروا هذا اللقاء الأدبي بعدد لافت، مستعرضا مسيرته الادبية الذي اعرب عن اعتزازه وفخره بها باعتبارها كانت “نتاجا لمجهوده الفردي” وعلاقة اللغة بالادب قائلا في هذا الصدد “ان الادب ليس له اية علاقة باللغة ولكن بالموهبة والقدرة على الابداع والاقناع عبر الكتابة”

وردا على سؤال تعلق بسبب صدور مؤلفاته باللغة الفرنسية وليس بالعربية ؟، قال “ياسمنة خضرا” “اذا كانت اللغة العربية تنفع للشعر فان اللغة الفرنسية تنفع للادب”، وفق تقديره.

فرحة بلقاء أدبي

من جهتهم اعرب عدد من الحاضرين في تصريحات لـ/وات/ عن “فرحتهم وابتهاجهم بهذا اللقاء الادبي الذي جمعهم بالكاتب الجزائري ياسمينة خضرا، واطلاعهم على فحوى ومضامين روايته الحدث “الفضلاء” ” وقد توقع احدهم ان يتحصل الكاتب الجزائري “ياسمينة خضرا” بفضل روايته الاخيرة، عن جائزة نوبل للادب في غضون السنتين القادمتين ليكون بذلك ثاني اديب عربي يحصد عن هذه الجائزة بعد “نجيب محفوظ”.

أصل الاسم الغريب..

يذكر ان “ياسمينة خضرا” هو الاسم المستعار للكاتب الجزائري “محمد مولسهول” الذي انطلقت تجربته في الكتابة منذ التسعينات وفي رصيده اكثر من 50 مؤلف باللغتين الفرنسية والانقليزية وترجمت كتاباته الى اكثر من خمسين لغة وحوّلت بعض كتاباته الى افلام نذكر منها “مورتوري” اخراج “اوكاشا تويتا” و”فضل الليل على النهار” اخراج “الكسندر اركادي” و”طائر السنونو” للمخرج “زابو بريتمان”

يشار إلى أن لقاء الكاتب الجزائري “ياسمينة خضرا” في مدينة صفاقس يتنزل في إطار جولة يقوم بها في تونس لتقديم روايته، انطلقت يوم الجمعة 7جانفي بمدينة المرسى ثم بسوسة يوم 8 جانفي، واليوم 11 جانفي بالمسرح البلدي بصفاقس، قبل ان تختتم يوم 13جانفي بفضاء المركز الثقافي المتوسطي بحومة السوق جربة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى