صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الحاج محمد بن محمد خليف

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا الرجل صاحب دكان، ولو وقف أي سائل في باب الجبلي بصفاقس، وسأل أي صفاقسي عن دكان الحاج محمد خليف لقال له: هو في سوق الكامور، وسوق الكامور يجاور الجامع الكبير شمالا…فمحمد خليف بدكانه مشهور…

هذا الرجل نقرأ بطاقة ولادته وبطاقة تعريفه فنجد أنه ولد بصفاقس في 3مارس 1913 أبوه محمد كان موظفا في جمعية الأوقاف، وأعمامه فيهم من توجه للعدالة والإشهاد وفيهم من تاجر في سوق الربع…

لماذا سُمي سوق الكامور؟

هذا الرجل لما وُلد وبلغ سن الدراسة وجهه أبوه للمدرسة فتعلم وفاز بالشهادة الابتدائية، رأى أن يدخل التجارة…وفي سنة 1934، فتح دكانا في سوق الكامور…لماذا سمي سوق الكامور؟

فهو سقف مقبب مبني بحجر صغير وجبس…وسوق الكامور فيه تجارة مختصة ببيع ما يحتاج إليه الصفاقسي في رمضان والعيد، وفي غير رمضان والعيد…في سوق الكامور يباع ما تُنتجه غابة صفاقس…يُباع فيه اللوز، والزبيب، والشريح، والفستق والبسباس والكمون والكروية، واللوبان والخزامةً….

سوق العسل والسمن

وهذا يحتاج إلى قفة، وفي السوق موجودة…وفي سوق الكامور يُباع من البحر…الحوت، المالح، والمراج، والوزف، والقرنيط الشايح…وفي سوق الكامور يُباع السمن والعسل..وفي السمن والعسل خاصةً يقع الغش، فيُصنع العسل من السكر ويُباع باسم عسل النحل…فيكون فيه ضرر ولا يكون فيه شفاء، والله سبحانه قال عن عسل النحل فيه شفاء للناس…ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب العسل ويصفه دواء…
وصفاقس تحتاج للعسل في رمضان، من هنا ظهر الحاج محمد خليف في سوق الكامور…من عسل النحل الصافي الخالي من الغش اشتهر الحاج محمد خليف…
كما اشتهر بثقته، في تجارته ولطفه وكرمه وحسن أخلاقه…فعُرف دكانه كما عُرف في نفس السوق تجار آخرون مثل التاجر الفاضل المرحوم علي خماخم…

سلع الصين

هذا السوق غزته ـ بكل أسف ـ تجارة المستوردات من الصين…وتغيرت صورته ولم يبق من صورة أصله إلا دكان الحاج محمد خليف الذي يديره اليوم ابنه التوفيق وهو محافظ على تاريخ وسمعة والده…

ودع الدنيا

هذا الوالد، هذا الحاج محمد خليف علم ابنه، وعلم بناته منيرة، مديرة شركة متقاعدة، سنيةً كاتبة في شركة، نجوى تعمل في التجارةً هاجر صيدلية…هؤلاء الأولاد كان أبوهم معهم وفيا بمسؤوليته، وكانوا به بارين…ولما توفي سنة 2012 ودعوه، وودعه أحبابه وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى