صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: الحاج عامر البرجي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

صاحبنا عامر البرجي ابن التاجر الفاضل الحاج الجيلاني البرجي…صاحبنا تزوج أبوه الزوجة الأولى فأنجبت بنتين وابنين هما…عامر وحسين…ولما توفيت الزوجة تزوّج ثانية فأنجبت تسع بنات…ذاك ما وهب الله له ولم ينجب له منها ذكرا …

تحمّل المسؤولية

صاحبنا عامر وهو أخ لإحدى عشرة بنتا عاش مع أبيه سميعا مطيعا، بارّا، وفيّا في نشاطه لأبيه وكافة أفراد العائلة لما تحمل المسؤوليةً…صاحبنا عامر، في المدرسة تحصل على الشهادة الابتدائية…انضم إلى التعليم الزيتوني بفرع صفاقس، لما قارب الوصول لامتحان شهادة الأهلية طلب منه والده أن يكتفي بما تحصل عليه من العلم وينضم إلى تجارته…

دخل الصناعة

وافق، واقترح أن يكون له مع أخيه حسين دكان يخصّهما، فكان الدكان مواجها لدكان أبيه وتحت نظره…وفتح الدكان وعلى واجهته كلمة العلم وصورة العلم بالأضواء…صاحبنا سار في التجارة فنجح …رأى أن يدخل الصناعة، وبحسن تفكيره وتدبيره بدأ يخيط للمعلمين (بلوزة ) القسم…نجح..سافر إلى أوروبا، وزار المعارض…واكتشف طريق الصناعة، وسوق التصدير…عقد صفقة مع شركة ألمانية تأسس بها معمل فتح به الباب للأيدي العاملة، وباب تصدير الإنتاج…وعقد صفقة مع شركةً فرنسية تأسس بها مصنع للانتاج والتصدير وتشغيل الأيدي العاملة….

صاحبنا دخل الصناعة من بابها الواسع فنجح، وفي الصناعة ساهم في تأسيس مصانع بصفاقس مثل مصنع الأحذيةً المطاطية (سوتوبري )…وصاحبنا طور تجارته فخرج بها إلى باب البحر فكان مع أبيه وأخيه في فتح مغازة كبرى بباب البحر، حققت الرواج والنجاح…
صاحبنا كان مع أخيه حسين شريكين لأبيهما مناصفة، فالنصف لأبيهما والنصف الثاني لهما…والمسؤولية العملية كانت على كتف صاحبنا عامر …وهو الذي يسافر، ويراقب، ويوجه، ويتحمّل مشاكل العمال والنقابة…

أصيب في حادث

صاحبنا وهو في سفر من أسفاره للصناعة والتجارةً يُصاب بحادث في الطريق، تتكسر رجله، ويضطر لمعالجتها في فرنسا، ومع ذلك بقيت آثارها معه في بقية حياته…صاحبنا رجل فضل وإحسان، ورجل اجتماعي…قدم قضية يطلب التعويض عن حادثة الرجل، تحكم له المحكمة بالتعويض، فيشتري بالتعويض الذي قبضه كراسي متحركة من ألمانيا يهديها للقاصرين في جمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية بصفاقس…
ومن هنا يدخل الجمعية ويتحمّل مسؤولية أمانة المال فيها، يعطيها ولا يأخذ منها، ولما تهيأت الـظروف المالية تولى صاحبنا عامر البرجي الإشراف على بناء أول دار لرعاية القاصرين بصفاقس…وطبع ونشرية باسم الجمعية صالحة لمائتين وخمسين سنة…

توفي والده

صاحبنا يتوفى والده، فيأخذ مع أخيه حسين نصف مالهما في الشركة، ويقسم مابقي بين كل الورثة، ويجعله منابات بطريقة اقتصادية، ويترك لكل وارث حق اختيار منابه، ومنابه هو الباقي…
صاحبنا لما قرر الراحة من التجارة والصناعة اختار طريق العلم والمعرفة فانضم إلى (مجلس البخاري ) لدراسة القرآن والحديث النبوي…وفي المجلس تم تأليف كتاب عنوانه (الدعاء في القرآن)، تولى صاحبنا طبعه بماله ليُهدى ولا يباع…
ومن هنا فكر في أن يؤلف كتبا بنفسه…ألّف الكتب التالية: ‘دليلك معك’، ‘سعادتك معك’…زادك معك ،،،،ابتهالات وأدعية من الفرآن والسنة ،،،الابتعاد عن الفواحش ووووهذه الكتب كان في مكتبه الخاص يهديها…

ودع الدنيا

صاحبنا بقي عضوا حاضرا في مجلس البخاري، أدى الحج مرارا، والعمرة مرارا ومد يده للخير، وللقاصرين، وكان وفيا لروح زوجته المرحومة أم بناته، ووفيا لبناته، ووفيا لزوجته الثانية…
فلما حان أجله ودعته بناته وأحفاده، وأهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما..وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى