صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: أعلام من صفاقس (31): الحاج الطاهر كمون 1904 ـ 1974

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

…يُروى أن الرئيس الحبيب بورقيبة زار صفاقس سنة 1957 ولما التقى بالحاج الطاهر كمون قال له: (أنت سادد عليّ باب بلاء في صفاقس)، فقال له الحاج طاهر (هذا من فضل ربي)…رحم الله الحاج طاهر كمون فهو بإيمانه يعترف بفضل الله عليه خلافا لغيره…

الولادة والنشأة

ولد بصفاقس: أبوه الوجيه الموسر الوطني الطيب كمون المعروف في صفاقس بنائب الأمة…وأمه محسونة كمون بنت الوجيه الموسر محمد سعيد كمون نائب الأمة…
قضى المرحلة الابتدائية بمكتب كمون، وقضى سنوات في جامع الزيتونة بتونس، ثم انقطع عن الدراسة وخرج يُناضل ضد الاستعمار الفرنسي ويكافح الفقر والجهل والبطالة في بلده صفاقس…
انخرط في الحزب الحر الدستوري التونسي الذي أسّسه الشيخ عبد العزيز الثعالبي، فكان يناضل بلسانه وماله، ولما خرج بورقيبة وصحبه عن الحزب وأسسوا الديوان السياسي لم يشارك في المعارك السياسية الحزبية، بقي وفيا لحزب الثعالبي…

لما هاجر بورقيبة والحبيب ثامر للشرق للتعريف بالقضية الوطنية دعمهما بالمال، كما كان مساندا للزعيم محي الدين القليبي وهو مهاجر في سوريا…نادى المنادي للجهاد في فلسطين فدعم الشباب الذي تطوع، ولما وقعت حادثة 5 أوت 1947، دعا الأعضاء الصفاقسيين في مجلس بلدية صفاقس للاستقالة احتجاجا فاستقالوا ….

حارب الفقر والجهل

وليكافح الجهل شجع التلاميذ الفقراء على مواصلة الدراسة في الداخل والخارج، ولم يبخل عليهم بالمال فنجح عدد منهم وعاد بعضهم من فرنسا يحمل شهادة الدكتوراه…
ترأس جمعية البر العربية سنوات فحارب الفقر والاحتياج سنوات…ترأس لجنة بناء الحي الزيتوني بصفاقس فحالفهم التوفيق، ترأس لجنة بناء جامع اللخمي فارتفع فيه الأذان….
فتح مكتبه للفقير والمحتاج فكان يسمع بعطف، يوجه برأي، ويُنعم بما أنعم الله عليه متعاونا في ذلك مع إخوته البررة ….لم يبحث عن كرسي ومنصب لما استقل وطنه، ولم يجر وراء الأوسمة، ولما أسند إليه وسام الجمهورية تردد في قبوله…
توفي وترك زوجة طيبة وأربعة أبناء يستمطرون الرحمة على أبيهم فقد ساروا على دربه…رحمه الله…
ونسأل: هل في صفاقس اليوم من يسد البلاء كما كان يسدّه الحاج طاهر كمون؟ أنتظر الجواب لأنني أحب أن أفهم….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى