صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (120): عثمان داود 1901 ـ 1977

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

كان الحجامون يطبّبون المرضى، وفي عهد الحماية دخل صفاقس بعض الأطباء الأجانب ولكن لأن أجر الطبيب لا يتوفر لدى كل مريض، ولأن بعض المرضى لم يشفهم دواء الطبيب فإنهم يعودون للأطباء الشعبيين الذين يداوون بالأعشاب…

من بين هؤلاء ظهر الطبيب الشعبي عثمان داود…هو رجل مثقف، جمع بين اللغة العربية واللغة الفرنسية، دخل المدارس معلما، وكان ناجحا لكنه سقط يوما من شجرة عالية كان يجني ثمارها، فحصل له ضرر نتج عنه صمم في أذنيه جعله عاجزا عن مواصلة التعليم…ماذا يفعل؟

لأنه كان مثقفا، كثير المطالعة فقد ركز على دراسة كتب الطب مثل (كتاب تذكرة داود الأنطاكي) فتفّهم قوانينها وكشف خصائصها ورموزها وانتصب في داره يستقبل المرضى، ويعد لهم الدواء من الأعشاب، تساعده في ذلك إحدى بناته…
ولأنه كان صادقا في عمله واجتهاده فقد اشتهر اسمه بين المرضى وعرفوا طريقه إلى داره…

وقد ألّف في الطب الشعبي كتبا منها كتاب عنوانه (كتاب المرشد العائلي لنيل الأرب بإحياء مجد طب العرب)…بقي الكتاب مخطوطا بيد أولاده ثم أحفاده، الذين يذكرونه بالاحترام والتقدير ويترحمون عليه…فمن من الأصدقاء يضيف بما يفيد؟

أسأل وأحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى