صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: أعلام من صفاقس (5): الشيخ محمد المهيري باش مفتي صفاقس ـ 1888 ـ 1973

Mohamed Habib Sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

…حفظ في صغره القرآن وتعلم الكتابة والفقه وقواعد اللغة على يدي المؤدب الإمام الحاج علي المصمودي، ومن الزاوية دخل الجامع الكبير بصفاقس يطلب العلم على أيدي المدرسين…

وبعد سنوات سافر إلى العاصمة يواصل طلب العلم بجامع الزيتونة…فتحصل بجده واجتهاده على شهادة التطويع، فعاد بها يتولى الإشهاد ويتطوع لتقديم دروس بالجامع الكبير…
كما كان يقدم دروسا للعامة، ويفسّر القرآن والحديث في شهر رمضان، وقد نشر في مجلة مكارم الأخلاق تفسير سورة يوسف وبعض الأحاديث النبوية…وفي سنة 1941 عُيّن لكفاءته العلمية مفتيا بصفاقس، ولما اعتلى محمد المنصف باي العرش الحسيني سافر مع وفد من صفاقس لتهنئته فألقى خطبة هادفة طالب الباي فيها بتعصير التعليم لمواكبة الحضارة…

وبعد سنوات سمي (باش مفتي صفاقس)، ولما وحد بورقيبة القضاء عُيّن كاهية رئيس محكمة الاستئناف بصفاقس فبقي فيها إلى التقاعد…اشتهر ببعد نظره في الفتوى، ولما دعا بورقيبة إلى الإفطار في رمضان طلب منه الرأي فنشر مقالا حدد فيه الناس الذين اتفق الفقهاء على جواز إفطارهم ولم يساير بورقيبةً…
واشتهر بطريقته الميسرة في التدريس، وقدرته على النضم فكتب قصائد الإخوانيات، وألف نضما..متونا في الفقه والنحو والبلاغة وغيرها، كما اشتهر بأنه يملك مكتبة ثرية بالأمهات لا مثيل لها في صفاقس لذلك كان لا يسهر إلا مع المطالعة، توفي وترك بنات فيهن من حفظت القرآن…
كما ترك ثلاثة أولاد وهم محمد وأحمد وحامد وكلهم تولوا التعليم، وتصدر محمد للتدريس بجامع الزيتونة…لما حان أجله وتوفي ودعته صفاقس بالرحمة والتقدير….ثم تناسته فلماذا تناسته؟
أنا أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى