كتب: محمد الحبيب السلامي
ولد محمود بن أحمد السلامي في صفاقس ورُبي يتيم الأب، ترعاه أمه مع ابنين وثلاث بنات، دخل مرض الحمى بيتهم فخطف الموت أخاه الذي ولد قبله ثم خطف أخته الصغيرة…
كانت أمه هي المسؤولة عن العائلة في نفقتها وتربية وتوجيه أبنيها وبناتها والإنفاقً عليهم مما ورثته من زوجها، زيتون عدده محدود ومتجر بسوق الربع لم تجد من يتاجر به فسلمته لجمعية الأوقاف…دخل أخوه المدرسة بعد الزاوية، وفرضت عليه أمه أن يبحث عن عمل قبل الحصول على الشهادة الابتدائية، ودخل محمود الزاوية ثم المدرسة التي فاز فيها بالشهادة الابتدائية…
بحث عن عمل
انضم إلى التعليم الزيتوني بصفاقس ولكن ضيق ذات اليد فرض عليه البحث عن عمل، دخل بعض المتاجر معينا، ثم فتح دكان تجارة مع شريك…نجح فوسّع تجارته ومدها مع تجار قابس وقفصة وتوزر…جاءت سياسة التعاضد تنادي بجمع التجار في تعاضديات وشركات كبرى وتوجه نحو بعث المصانع…
بعث مصنعا
تولى إدارة شركة كبرى، ثم زار المعارض الصناعية في أوروبا فعاد منها يؤسس مصنع النسيج من الأسلاك الحديدية…وقد وجد المهندسين والعمال والأرض والشركاء بالمال…أدار المصنع فنجح…
بعد سنوات ترك المصنع الأول في يد شريك من الأقارب وأسّس مصنع (الطولة)..نجح…
لما بدأت الشيخوخة تدب فيه فتح باب المصنع لثلاث من بناته يحملن شهادات عليا وترك لهن مسؤولية إدارته، ولما اطمأن عليهن وعلى ولده الصيدلي وولده الخبير المحاسب في تونس، أخلد إلى الراحة في البيت ينعم بأنس زوجته وبزيارة بناته وأحفاده وبرحلات داخلية…حتى إذا شدّه المرض لزم الفراش أياما وفيه فاضت روحه وحوله أولاده وأحفاده…
ودعوه وودعه أقاربه وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…وبقيت مسيرة نجاحه في الحياة والمصانع التي أسّسها تُروى للدرس والعبرة فهل درستموها؟
أسأل وأحب أن أفهم
