صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يُحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس عاشوا ثمّ ودعوا: الحاج حمدة السلامي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا الرجل عرفته صفاقس باسم (حَمدّة بفتح الحاء وتشديد الدال)، وهو ابن محمد بن الحاج علي السلامي…ولد بصفاقس في 8 نوفمبر 1891…تعلم كما يتعلم أترابه، تعلم في الزاوية الكتابة والقراءة، وحفظ القرآن…

خرج من الزاوية ليرعى أملاك والده ويتعاطى الفلاحة…ولما قرر بعض شباب صفاقس افتكاك تجارة الحُلي من اليهود وفتحوا فيها دكاكين في نهج سيدي بلحسن كان صاحبنا منهم، فتح دكانا يبيع فيه المصوغ ويشتري سنوات عديدةً، واشتهر بين الناس بثقته، فكان للناس مرجعا…
وبقي هذا الدكان محل الثقة لما دخله صهره سليم الفراتي…

أعمال خيرية

هذا الرجل لما حقق من المال ومن الأملاك الكفايةً تفرّغ للأعمال الخيرية، فساهم في بناء مدرسة قرآنية بمركز السلامي بطريق قرمدةً…ولأن مسكنه ومسكن أجداده قريب من جامع سيدي الطباع فقد لاحظ الخراب بدأ يدّب في الجامع لذلك شمر على يد الخير وأشرف على ترميم وتجديد الجامع الذي تهيأ لصلاة الجمعة…
ولأن مسكنه في الصيف بطريق سيدي منصور فقد لاحظ أن سكان مركز معلول بهذا الطريق في حاجةً إلى جامع يجمع بينهم في الصلاة فجمع أيدي الخير بفضل تقدير الناس له، وبني الجامع…

دعّم الفقراء

وجمعية البر العربيةً بصفاقس لا تنسى دعمه للفقراء وحضوره في ختان أطفالهم…هذا الرجل الناشط الذي لم يكن ليغيب عن سوق الفرياني وسوق المصوغ يوما حتى يرجع لمن يحتاجون لنصحه واستشارته…

تزوج فاطمة الحكموني فلم تُنجب…تزوج عائشة كمون فأنجبت له بنتين…ربيعة وآسيا، وأنجبت له ابنه العجمي الذي طوى مراحل التعليم الابتدائي والثانوي بنجاح ودخل التدريس في المعاهد الثانوية، فكان نِعم الابن من خير أب…

ودع الدنيا

والعجمي صديق توفي منذ سنوات بعد أن أنجب بنتين..منى ودرة، وأنجب ابنين هما المهدي وحاتم الذي أعانني فعرّفني بجده…فكر الحاج حَمدّة مع البعض من أقاربه فاشتروا أرضا لتكون مقبرة خاصة سُميت (مقبرة السلامي)، ولما توفي في 19 ديسمبر 1977، دُفن فيها وقد ودعه أهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر، فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى