صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: حمدة بن محمد الكتاري

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا حمدة بن محمد الكتاري ولد بصفاقس…هذا ولد بعد دخول فرنسا لتونس…هذا ولد وظهر من عائلة الكتاري…وعائلة الكتاري بصفاقس عُرف البعض منها بالعلم والعدالة والإشهاد…ومنهم الشيخ الزيتوني الأزهري الفلكي المدرس الطيب الكتاري…

…هذا ولد فوجد بنت أخته تناديه (يا خالي) وهو أصغر منها…فاستظرف هذا الاسم، وعُرف به صاحبنا بين أهله وأحبابه باسم (خالي الكتاري)…
هذا وجد بين يديه ثروة طيبة فنماها…اهتم بالفلاحة…وفي موسم الزيتون أدار معصرة الزيتون..هو ينتج وهو يبيع ،وهو يصدر…

أسّس مكتبا

هذا يحتاج ليدير أعماله، ويتواصل مع عماله وحرفائه فأسس مكتبا (بيرو)…في نهج ابن خلدون…وهو نهج يربط بين نهج القايد ونهج الباي ،،المسمى اليوم نهج المنجي سليم…
هذا النهج لما وضعت عليه البلدية لوحة تحمل اسمه كتبتها هكذا (ابنوخلدون!) فكانت هذه الواو الزائدة موضع نقد وسخرية في صحيفة ‘النديم’ التي يصدرها حسين الجزيري…

نادي أعيان صفاقس

هذا النهج لا يلعب فيه الأطفال ولم تكن تمشي فيه المرأة الصفاقسية وتمر منه لأنه شارع فيه مكتب خالي الكتاري، وفيه يجتمع أعيان صفاقس فكان لهم بمثابة النادي ومنهم الحاج أحمد الفراتي، والحاج عبد الرحمان القرقوري، والحاج عبد الجليل الطرابلسي، والطيب كمون وفي النهج غرفة الشيخ احميد التريكي، ومكتب المحامي ابراهيم بورقعة..

في هذا الشارع ،في مكتب خالي الكتاري يجتمع أعيان صفاقس …ومشاكل وقضايا صفاقس في هذا المكتب تطرح، تبحث عن موقف وحل…
و’خالي الكتاري’ لا يتأخر عن مساعدةً من يطلب مساعدته ماليا واجتماعيا وإداريا فله كلمته…

حياته العائلية

في هذا المكتب يلتقي الإخوان ليلا في رمضان بعد صلاة التراويح إذا أقبل رمضان شتاء وعائلات صفاقس تشتو في ديارها بالبلاد العربي…هذا خالي الكتاري تزوج فأنجبت زوجته أربع بنات وابنا واحدا سماه الهادي وكان مساعدا لوالده وتوفيت زوجته…تزوج زوجة أخرى فأنجبت له ابنا سماه محمدا وتولى العمل في شركة صفاقس قفصةً، وأنجبت خمس بنات…
هذا خالي الكتاري كانت تونس في سنوات زواجه سكانها لا يتجاوزون الثلاثة ملايين، وكان الوالد يستقبل كل مولود بالعقيقة عملا بالسنة النبوية ويوزع التاي على الأصدقاء والأجوار المجاورين له في موقع عمله…خالي الكتاري بناته يمتزن بالحسن والجمال ومنهن أذكر ‘منانة’ وحميدةً،ومجيدة، وعيشوشةً،وبديعة ونادرة التي كانت زوجة الصديق الأستاذ الزيتوني المرحوم عبد الرزاق الفراتي وبين عائلتينا صداقة…
هذا وكل واحدة من بنات خالي الكتاري تزوجت من عائلة لها في صفاقس مكانتها…عاش مواطنا صالحا بعيدا عن الحزبية والسياسة، ولذلك كان صهره المناضل الحاج عبد الجليل الطرابلسي يختفي من السلطة الفرنسية في بيته…

ردع الدنيا

حان أجل خالي الكتاري فودع الدنيا، وودعه أولاده وأحفاده وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لينالوا من الله الأجر ومني الشكر وعاطر التحية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى