صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (123): الاقتصادي السياسي علي بن محمد السلامي 1921 ـ 2002

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم تاريخه وسيرته ومسيرته في الحياة تحتاج إلى مؤلف يؤلف فيها كتاب، وأنا من الكتاب سأقدم سطورا…

حفظ علي بن محمد السلامي القرآن واكتفى في التعلم بالشهادة الابتدائية التي وفرت له اللسانين العربي والفرنسي، وخرج إلى الحياة العملية فوجد أهله أهل صناعة وتجارة…

دخل الصناعة

مدّ يده إلى الصناعة مع أخيه فأنتجا نوعا من المقاعد المدرسية (حديدية خشبية) قبلت بها السلطة التربوية فعمّرت بها قاعات الدراسة في المدارس والمعاهد…لما بدأت المصانع تُبعث في صفاقس كان سبّاقا في رأس مال بعضها…
وكان يطلع على نشاطها وميزانيتها، وكلما وجد المؤسسة في حاجة للتوجيه أو الدعم وجّه ودعّم، وكلما وجد فيها الخيانة حاسب وانسحب…

كان عضوا في المجلس الاستشاري للبنك المركزي، وكان مساهما في بعض البنوك…ترأس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة في دورات متعددة، وبعث المعرض الدولي بصفاقس، كما بعث مركزا تجاريا لبيع الآلات الصناعية والفلاحية…

مناضل وطني

كان له في البلاد اسم به دخل مجلس الأمة في ثلاث دورات، وبنضاله الوطني مع الزعيم الهادي شاكر ووطنيته ومشاركته في بناء تونس المستقلة عيّنه الرئيس بورقيبة عضوا في الديوان السياسي، وبخبرته مثل تونس في المنتظم الأممي التابع للأمم المتحدة بجنيف مدة…

ابن بطوطة…
أحب السياحة فزار أغلب دول العالم واقترب من شعوبها وعاداتها…حدّثنا عن أندونيسيا وتايلندا فأدهشنا وهو يصف بعض خصائصها في أكلها وحماماتها وكأنه ابن بطوطة…

رجل خير

كان رجل خير ويشجع عليه…دخلت منذ سنوات بعيدة…متجرا لجمع إعانات لفلسطين، فردني التاجر، وكان علي السلامي حاضرا، فماذا فعل؟
مدّ لي مساعدة من جيبه وقدم محاضرة للتاجر، ومن كان حاضرا يوجه فيها التجار إلى قضية فلسطين وواجب كل تاجر عربي نحوها، وهنا اعتذر التاجر وقدم لي العون بسخاء…

في كل سنة يوزع على عدد من الجمعيات الدينية والاجتماعيةً هبة، لا أنسى أنه كان من مدعمي جمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية بصفاقس إلى سنة وفاته، وتواصل دعمها عن طريق زوجته الفاضلة وأولاده البررة، الذين ساروا في طريق الاقتصاد وفق توجيهات والدهم…

كان رحمه الله خير راو لتاريخ صفاقس وأحداثها، وقد رويت عنه بعضها، فلما توفي وشاركت في أربعينيته رويت بلساني وسجلت بقلمي بعضها في الكتاب الذي تم إعداده للأربعين…
لما توفي بتونس العاصمة دفن بصفاقس، فودعه أهله وأحبابه وودعته تونس وصفاقس بحسن الذكر والترحم عليه، فبماذا يذكره الأصدقاء وماذا يضيفون ليفيدوا ولأفهم وأنا أحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى