صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: الحاج محمود بلغيث والحاج محمد بلغيث

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذان الرجلان هما الأب الذي ولد بصفاقس، وتوفي في مكة وهو يؤدي حجه ودفن بالبقيع…والثاني ابنه…هذان الرجلان كانا في صفاقس، كانا في سوق الصباغين…كانت بين أيديهما صناعة وتجارة…فما هي الصناعة؟

صناعة الغربال

صناعة الغربال التي يُقال إنها عُرفت في عهد الفراعنة، وقيل، إنها دخلت تونس عن طريق الموركسيين القادمين من الأندلس…كان الأول ينسج الغربال، ويصنع القرداش، ويصنع الدلو …أما الغربال فهو معروف، وهو أنواع، كان الغربال في كل بيت من بيوت كل صفاقسية، كان غربال الشعير، وغربال السقاط وغربال التشيش، وغربال السميد…وهذه تنسج وتصنع في صفاقس…

تصنع من جلد الخروف فبعد ذبح الخروف، وبعد سلخه يطلى بالجير لنزع صوفه، ثم يقطع الجلد قطعا طويلة (يسيروها سيور حسب المطلوب) والسيور تفتل بطريقة صناعية فنية فتتحوّل إلى خيوط غليظة ورقيقةً حسب نوعية الغربال…
ومن الخيوط ينسج الغربال بأيد صفاقسية، إلا الغربال المالطي الملون فهو من النسيج ويستورد من فرنسا، ولما اكتشف حافظ بلغيث سوق الصين صار يستورد من الصين بثمن أقل…

صناعة ‘القرداش’

ونعود للرجلين فنقول: إنهما يصنعان (القرداش) لتنظيف صوف الخروف قبل غزله ويُقال: إن هذه الصناعة تروج في المكنين..ونعود للرجلين لنقول: إنهما كانا يصنعان الدلو، والدلو من جلد الخروف بعد نزع صوفه ودبغه، والدلو لاستخراج الماء من البئر يوم كان في كل بيت صفاقسي بئر…
والدلو يشد بحبل طويل من عروتيه ليتدلى في البئر، ويحمل من الماء ما يملأ سطلا، هذا الدلو الصغير ولكن دلو السانية الفلاحية كبير…

صناعة ‘البندير’

ونعود للابن للحاج محمد بلغيث، فنجده كأبيه ومنه تعلم صناعة الغربال والقرداش والدلو، وهو مع أهل العزف والموسيقى نجده يصنع من الجلد البندير الذي يُشبه الغربال في شكله ولكن جلدته من كامل جلد الخروف، وهو يصنع جلدة الدربوكة، وجلدة الطار….
ومن حرفائه، فرقة طبال قرقنة وفرقة بودية، والفرق النسائية…وما قدمته من صناعات عُرفت بها عائلات، منها عائلة بلغيث، ومنها عائلة الطريقي، وعائلة شرف الدين…
ولذلك نترحم على كل من مات منهم ونرجو من الأصدقاء أن يترحموا عليهم ويضيفوا بما يفيد لنزداد بهم معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى