صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: سعاد بن عياد كمون

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذه سعاد خرجت من بيت السعادة، والسعادة في صفاقس كانت ومازالت هي الفلاحة…سعاد ولدت سنة 1937…وأبوها أمين الفلاحة المشهور الحاج عامر بن عياد الذي كان مكتبه في قيسارية شرق الجامع الكبير، وأم سعاد جليلة بن عياد…

تعلمت صنع الحلويات

سعاد أخذت حظها من العلم والتعلم وتزوجت المربي المناضل النقابي الصديق عبد القادر كمون….سعاد رأت أن تبقى في البيت لتسعد في تربية أولادها ويسعد بها أولادها…
سعاد، في البيت تعلمت ثقافة البيت..وثقافة الأم في البيت، ومما تعلمت صنع حلويات صفاقس لعائلتها ولصويحباتها عندما يزرنها في البيت…سعاد بينها وبين صويحباتها صراحة، وبالصراحة ارتفعت الكلفة، ولذلك طلبت منها إحدى صديقاتها (بشيرة عبد المولى) أن تصنع صينية بقلاوة تبيعها، فـ لذة ونكهة بقلاوة سعاد تُسعد من يشتريها…رفضت سعاد دخولها في البيع والتجارة، ولكن صديقتها ألحت عليها فاستجابت، وصنعت، ومن ذاقت طرقت باب سعاد تطلب الزيادةً…

انطلق معمل الحلويات

سعاد انطلقت من صينية بقلاوة صفاقسية، ومنها إلى حلويات أخرى صفاقسية، وفي بيتها ظهر معمل حلويات صفاقسية، من بقلاوة إلى الملبس وغيرها، والمعمل يحتاج إلى الأيدي، والأيدي توفرت بعاملات، وانضمت إلى الأيدي يدا زوجها الرجل الطيب عبد القادر كمون، وما أسعد المرأة عندما يُسعدها زوجها في البيت ويعينها على مسؤوليات البيت وما أضافته في البيت ربة البيت…سعاد بن عياد أمّ تشعر بمحبة أولادها ويُسعدها أن تسعد أولادها…

هزمها المرض

لذلك رأت أن تبعث مشروعا يساعد ويعين ولدها طالب على حمل ثقل شؤون الحياة…فكرت ووجدت، فكرت وقررت أن تسافر بحلوياتها الصفاقسية إلى تونس العاصمة…أن تبعث في تونس دكانا تعرض فيه حلويات صفاقس…
سعاد بن عياد كمون، كان المرض إليها أسرع من تحقيق حلمها وبعث مشروع لولدها…سعاد زارها المرض الخبيث سنة 1986، وعجز الطبيب والدواء عن محاربته وإجلائه…

نجلها واصل المشروع

سعاد بقيت سنة وهي بين الإعداد لمشروع ولدها ومحاربة المرض، وبعد سنة وفي سنة 1987…تغلب المرض، فأسلمت روحها وودعت الدنيا وودعها أولادها وأهلها وصديقاتها وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
وكان ابنها طالب الذي تزوج الأستاذة خديجة السلامي وفيّا لأمه فترك عمله في البنك وبعث المشروع الذي كانت تحلم به أمه في تونس ومعه أخته السيدة الذكية الوفية، راضية زوجة خالد مقديش جعل الله أمها راضية عنها، وجعلا للمشروع اسما يغري، باللغة الفرنسية هو gourmandise، ومعناه باللغة العربيةً(الشراهةً) وقد أضافا فيه للحلويات الصفاقسية اللذيذة حلويات أوروبية، وحقق الشراهة والدليل على ذلك أن المشروح فتح في تونس كلها 25 نقطة بيع، وفي ليبيا وجد الإقبال…
فهل يضيف لنا الأصدقاء ما يساعدنا فهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى