صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: مصطفى المصمودي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا مصطفى المصمودي انضم إلى صفاقس والصفاقسيين يوم ولد، وهو ولد في 23 ماي 1937…هذا قضى خمس سنوات في البيئة الأولى، في البيت تحت رعاية والديه، أمه وأبيه، وأبوه هو التاجر في الحرير…في الحرير الذي يوشي ويزين الجبة والبرنس وما يتبعهما…أبوه هو الرجل الفاضل عبد السلام المصمودي…

في المدرسة

هذا أدخله أبوه المدرسة الابتدائية، فانضم إلى البيئة الثانية، وفي المدرسة تعلم لغتين: العربية والفرنسية، نجح فخطا نحو مرحلة التعليم الثانوي، نجح ففاز بشهادة الباكالوريا وهذه الشهادة أعطته جناحين طار بهما نحو تونس العاصمة وفرنسا…
هذا طلب الحصول بالعلم وفي العلم على الدكتوراه في العلوم السياسية، وبالاجتهاد تحصل عليها، وكانت تونس في حاجة إليه وإليها، هذا دخل تونس لما حدثت في تونس السياسة قصة…
والقصة تقول: بعد أن انتخب الحزبيون البورقيبيون في صفاقس المناضل محمد بوليلة مندوبا للحزب بصفاقس، وانتخبوا أعضاده دخلوا في الخلاف عوض أن يدخلوا ميدان العمل في ائتلاف، وخلافهم وصل صداه إلى الرئيس بورقيبة، وبورقيبة دعاهم، وأعطاهم درسا…
ومن الدرس عزل أربعة منهم ومعهم المندوب محمد بوليلة، وحتى لا يحدث بالعزل فراغ اختار بورقيبة من شباب صفاقس أربعة حزبيين هم: (الهادي الزغل ـ والتيجاني مقني ـ والبشير يعيش ـ وصاحبنا مصطفى المصمودي)

دخل السياسة

..ومن هنا دخل صاحبنا المسؤولية السياسية العملية في مندوبية صفاقس، والمندوب هو (عامر بن عائشة)، وهو أول من تولى قيادة الحزب في صفاقس رجل من غير صفاقس، هذا المصمودي بكفاءته العلمية دُعي في عهد الهادي نويرة ليكون كاتب دولة للإعلام….ودعي ليكون سفير تونس وممثلها في منظمة اليونسكو، ودُعي من طرف دول عربية ليكون محاضرا في الإعلام، في الجامعات وفي ندوات…

هذا هو الذي كتب ونشر في المجلات العربية والعالمية مقالات، ألف مؤلفات ًبعضها قدرته سلسلة (عالم المعرفة) الكويتية فنشرتها ليطلع عليها القراء في العالم العربي، ومن هذه المؤلفات: (العرب في المجتمع الإعلامي)…

ودع الدنيا

هذا العلم له من قلمه بنات، وله من صلبه بنات…فقد تزوج السيدة الفاضلة (نجاة) بنت الدكتور الصفاقسي رشيد الفندري…هذا العلم عاش ليتعلم ويعمل فتعلم وعمل، بعث في منظمة اليونسكو بأفكاره واقتراحاته ما حيّر الأفكار…وبعث في تونس (الجمعية التونسية للاتصال)…
هذا هو الإنسان الذي تمتع بالصحة، وأصابه المرض، والمرض لم يفلته إلا بالموت…ودع دنياه في 26 سبتمبر 2013…وودعته زوجته وبناته وأحفاده وأهله وأحبابه وتونس وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر، فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى