صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (109): الدكتور الطاهر الفخفاخ 1915 ـ 1996

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

كانت صفاقس في القديم تشكو من أمراض العيون، وفي الدواء تلجأ إلى الدواء الشعبي الذي لم يكن ينفع ولا يُداوي ولذلك كثُر العمى…حتى جاء في عهد الحماية أول طبيب تونسي سوسي هو الدكتور علي الإسكندراني…

وصار بعض المرضى يلجؤون إليه، وكلفته السلطة بالكشف على تلاميذ المدارس، والتلاميذ المرضى يزورهم ممرض مرة في الأسبوع يداويهم، ومع ذلك بقي الدواء الشعبي سائدا هربا من ثمن دواء الصيدلية…

دواء البرجي

تدّخل بعض الفضلاء الأخيار في مساعدة المرضى على ثمن الدواء، وأعد التاجر الفاضل الحاج الجيلاني البرجي دواء للرمد يشتريه بكمية كبيرة ويعطيه للمرضى لوجه الله فاشتهر الدواء باسم (دواء البرجي)…

في سنة 1949 حلّ بصفاقس طبيب عيون صفاقسي هو (الطاهر الفخفاخ)…تعلم في صفاقس وتحصل على شهادة الباكالوريا وبها دخل كلية الطب بفرنسا، وتخصص في علاج أمراض العيون…
لما نجح عمل مدة في بعض المستشفيات الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، وفتح عيادة خاصة، ثم دخل تونس ومنها دخل صفاقس سنة 1949 واستقر…

أول طبيب للعيون

فكان في تاريخ صفاقس أول طبيب صفاقسي للعيون…فودع الدكتور علي الإسكندراني صفاقس راجعا إلى سوسة وكانت بينهما قرابة عن طريق الزوجة، وبقي الدكتور الفخفاخ وحده في صفاقس يطبب المرضى في عيادته الخاصة وفي المستشفى…
وفي بداية الاستقلال وجد نفسه طبيب العيون الوحيد في الجنوب التونسي، وفي عهد التعاضد عُيّن مديرا لمستشفى الهادي شاكر فكان يقضي الوقت الطويل في الكشف على المرضى الذين وقفوا في صف طويل…

شهادة

وأشهد أنه كان يؤدي واجبه بصدق، فقد أصبت بمرض في عيني، ووقفت في الصف، ولما جاء دوري قام بالكشف، ووجهني إلى الطبيب المرحوم التوفيق دغفوس بتونس ليكشف عني بآلة لم تكن في مستشفى صفاقس موجودة، وسافرت، وعدت بتقرير، وتولى الفخفاخ معالجتي حتى شفيت، وأمر بتجهيز المستشفى بمثل تلك الآلة….

كان له نشاط في الهلال الأحمر، وكان ينظم في صفاقس ملتقيات علمية في طب العيون، وكان من مؤسسي الجمعية التونسية لأطباء العيون، ولما بعثت كلية الطب في صفاقس كان فيها مدرسا وموجها…
حتى جاء أجله فودع دنياه، وودع زوجته الطيبة وبنتيه…سامية ورجاء، وودعته صفاقس بحسن الذكر والرحمة…
فقد نشر فيها ثقافة تطبيب العيون على أسس علمية…فبماذا يذكره الأصدقاء؟…

لذلك أسأل وأحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى