صالون الصريح

صلاح الدين المستاوي يكتب: رائحة الصالحين في جامع باريس…(ذكريات وخواطر)

mestaui
كتب: صلاح الدين المستاوي

ممن زاروا جامع باريس الشيخ سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه في عشرينات القرن الماضي ولا يزال للسادة العلوية مجلس يعقدونه كل سنة في أواخر شهر رمضان.. وقد حضرت معهم احدى هذه الليالي…

ولا يزال ينتظم فيه الحزب الراتب كل يوم وقد زاره وصلى فيه الاستاذ عبدالواحد يحي (رني قنون) وواظب على الصلاة فيه الشيخ مصطفى فلسان و الأستاذ محمد حميد الله رحمهم الله وغيرهم كثيرون، وذكر الاستاذ أحمد المناعي ـ رحمه الله ـ في مقال نشرته له مجلة جوهر الاسلام انه تعرّف على الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله في آخر ستينات القرن الماضي في مسجد باريس على إثر إلقائه درسا في رحابه…

زيارات إلى تونس

وقد زاره أيضا من تونس فضيلة الشيخ عبدالعزيز الزغلامي رحمه الله وكتب عن تلك الزيارة مقالا نشرته مجلة جوهر الاسلام، وقد تشرفت بالتعرف على القائمين على مسجد باريس الذين دعوني لإلقاء دروس، اذكر ان احدها كان في تسعينات القرن الماضي وكان ذلك قبل صلاة الجمعة ونقلته مباشرة إذاعة الشرق في باريس وأخذ صدى كبيرا وكان عميد جامع باريس آنذاك الدكتور دليل أبو بكر (والده الاستاذ حمزة بوبكر عميد مسجد باريس وصاحب ترجمة معاني القرآن الكريم التي تعد من أحسن الترجمات بشهادة المختصين في هذا الشأن)…
والدكتور دليل أبوبكر طبيب مختص زار تونس عديد المرات ومنها مرة بمناسبة ذكرى الزيتونة (الثانية)، وقد استضفته في بيتي على عشاء دعوت له كلا من فضيلة الشيخ محمد الحبيب بلخوجة رحمه الله والصديق الاستاذ صالح البكاري ولكن الأطراف المنظمة لذكرى الزيتونة برمجوا له في ذلك الوقت اجتماعا كل ذلك لكي لا يحضر العشاء عندي!

كبار شيوخ الجزائر

كما ربطتني علاقة صداقة بعميد آخر لمسجد باريس هو الدكتور التجاني الهدام رحمه الله الذي عمل سفيرا للجزائر في تونس في ستينات القرن الماضي، ودرس في الكلية الزيتونية وربطته بتونس وشيوخها علاقات متينة وممن عرفتهم من عمداء مسجد باريس فضيلة الشيخ العباس بن الشيخ الحسين، وهو من كبار شيوخ الجزائر الذين درسوا في الزيتونة وأحبوا تونس وعلماءها، واذكر انه عرض على الشيخ محمد الحبيب النفطي رحمه الله في احدى زياراته لفرنسا تولي خطة الإفتاء في جامع باريس اعترافا بعلمه لكن حالت ظروف الشيخ النفطي الخاصة دون ذلك…

كأنّك في مكة المكرّمة

وختاما وهي بعض الخواطر أقول إن السيد عبد الحميد الشيخ ـ رحمه الله ـ سفير تونس السابق في باريس الذي كان يرتاد جامع باريس قال لي أن المكان الذي تشبه فيه صلاة العيد المسجد الحرام في مكة المكرمة هو مسجد باريس فإنه يأتيه المسلمون المقيمون في باريس من كل الجنسيات بازيائهم التقليدية، ويخيّل لك كأنك في مكة المكرمة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى