صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: الحاج أحمد التريكي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ماذا أقول عن أحمد التريكي؟ هل أقول…إنه ابن الشيخ الإمام احميد التريكي ولد سنة1911؟ هل أقول: إنه لما بلغ سن الدراسة وحفظ نصيبا من القرآن في الزاوية دخل المدرسة، وله لسان واحد وهو العربية وخرج منها وهو ذو لسانين..العربية والفرنسية وفي يده الشهادة الابتدائية؟

مغامرة السكر

هل أقول: إنه اكتفى بتلك الشهادةً التي فتحت له طريق التواصل مع التونسيين والأجانب ودخل التجارة شريكا يبيع السميد والفارينة؟
هل أقول: إنه غامر مع شريك فاشتريا حمولة (سكر) بباخرة تبلل جزء من السكر الذي فيها فاشتريا الحمولة كلها بثمن رخيص؟
هل أقول: إنه وشريكه تعاونا فصنعا من السكر المبلول حلوى ومن السليم (شامية)، والشامية أصلها حلوى إيرانية، لما دخلت الشام وصنعوها سموها (طحينة) ولما دخلت تونس من الشام وصنعوها سموها (شامية)؟

مصنع الشامية

هل أقول: إن الحاج أحمد التريكي بقي شريكا في صنع الشامية ثم استقل وتعاون مع ولدين من أولاده هما محمد واحميد، في إدارة مصنع الشاميةً الذي دخله التنظيم والتطور وانتهى إلى شركة عائلية تسمى (الناعورة) يديرها بكفاءة علمية ابنه نبيل بعد أن أتم دراسته في الخارج؟
هل أقول: إن مؤسسة الناعورة كانت أول مصنع في تونس ينتج (الشنقوم) الذي تحصل على الرضا والقبول استهلاكيا؟

هل أقول: إن الحاج أحمد التريكي الذي جمع في مشاريعه أولاده بما فيهم رضا الذي كوّن أولا في تونس العاصمة مشروعا ميكانيكيا كهربائيا ثم عاد إلى صفاقس مع إخوته يؤدي دوره؟

عمل اجتماعي

وأقول: إن الحاج أحمد التريكي بعد أن اطمأن على مؤسسة الناعورة وعلى نشاط أولاده قرر التفرغ لعبادة ربه فبنى قرب مسكنه مسجدا، واشترى لزوجته ولكل واحد من أولاده دكانا يعطي إيجاره الشهري لجمعية من الجمعيات الاجتماعية؟
وأقول: إنني التقيت أول مرة بالحاج أحمد ليلة وفاة خاله عبد الرحمان المسدي حول قراءة القرآن، فحدثته عن جمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية بصفاقس ليدعمها..
في الغد زار الجمعية وطاف فيها وبارك نشاطها بدعمها وأوصى أولاده بمواصلة دعمها ما دامت في طريق يرضي الله والعباد…
وهكذا حقق أولاده وصيته بعد أن ودع الدنيا سنة 2006…وودعته عائلته وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر..
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة ونزداد به فهما..وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى