محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: في ‘زميطة سيدي عبد الله بو جربوع’

كتب: محمد الحبيب السلامي
تونس الطب والصحة تنظم حملة وقاية من داء الكلب، فهي تدعو لـ تلقيح الكلاب والقطط والبقر فكلها معرضة لداء الكلب وكل ما يُصاب منها بداء الكلب يمكن أن ينقل الداء للإنسان وهو خطير…
في هذه الظروف تذكرت وأذكّر بدواء شعبي للمصاب بعضة كلب كان رائجا في صفاقس، ومما يلجأ إليه هذا الدواء هو (زميطة سيدي عبد الله بوجربوع) وقبل أن أرويها وأبسطها كما تروى…
ولي صالح
أقدم وأعرف بسيرة سيدي عبد الله بوجربوع فأقول هو عبد الله بوجربوع الحسيني وهو في عقد الشرف المسجل في عهد حسين علي باي يُعتبر من الأشراف من ذرية سيدنا الحسين بن السيدة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، بُنِي له مقام في معتمدية منزل شاكر بصفاقس كما بُنِي مثله لأخيه الزاهد علي المشهور بـ (طاهر السروال) ولُقِب بذلك لأنه كان عفيفا ولم يتزوج…
سيدي عبد الله بوجربوع يعتبر وليا صالحا صاحب كرامات ومن كراماته (أن عصاه تحك في تراب من ترابه وما يخرج منها يخلط بشيء من ذلك التراب مع الزميط ليأكله من عضه كلب، ولذلك يسلم من داء الكلب…
رأس الكلب
وقد حدثني صديق صادق شيخوخته كـ شيخوختي، فقال ما زلت أذكر أن كلبا عضني في صغري فأخذني أهلي إلى جامع سيدي عبد الله بوجربوع وأعد لي الحفيظ الدواء المذكور وفرض علي أهلي أكله فأكلت وسلمت من داء الكلب حفظكم الله… وفي عهد الحماية كان المطلوب علميا ممن يعضه كلب عرض نفسه على المختصين صحيا في مستشفى قابس وقد جلب معه رأس ذلك الكلب..
وكانوا يقولون إن الذين تعضهم الكلاب هم في الغالب عضتهم كلاب سليمة من داء الكلب أما من عضهم كلب (مكلوب) فلا ينفع فيهم إلا الدواء العلمي…
تاريخ شعبي
هذا ماض من التاريخ الشعبي ذكرناه بمناسبة الحملة الصحية في الوقاية من داء الكلب، وذلك الماضي طوته السلطة في عهد الاستقلال ومنعت اللجوء إليه فماذا يضيف إليه الأصدقاء وبماذا يعلقون للإفادة ولنزداد معرفة وفهما؟