صالون الصريح

نوفل سلامة يكتب: علموا أبناءكم حب فلسطين وحدّثوهم عن قصة مأساتها..

slama
كتب: نوفل سلامة

للأسبوع الرابع على التوالي يتواصل القصف العشوائي للآلة الحربية الصهيونية الغاشمة على مدينة غزة وتستهدف الشعب الأعزل ويذهب ضحيتها كل اليوم أعدادا كبيرة من المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ فاق عددهم إلى حد كتابة هذا المقال تسعة آلاف شهيد إضافة إلى تدمير كامل للمباني المستهدفة عمدا في حركة انتقامية مجنونة ورد غبي و متهور…

بطش وإرهاب

ومع تواصل بطش إرهاب الدولة العبرية المسنودة ماديا ومعنويا من الكثير من العواصم الغربية وحكومات الدول الأوروبية المتزامن مع عجز عربي رهيب وفشل في إسناد المقاومة المسلحة، وتقديم الدعم اللازم للشعب الأعزل الذي يمر بأوقات صعبة للغاية فاق حدها الوصف بعد أن توقف الكلام عن التعبير من هول ما يمر به أهل غزة المحاصرة التي تتعرض إلى عملية إبادة جماعية تحت أعين العالم ‘الحر’ الذي خان هذه المرة كل قيمه ومبادئه ونظرياته وفكره الذي يتباهى به ويفرضه على الإنسانية كنظام وحيد للعيش من حقوق للإنسان و تعايش سلمي وحق الشعوب في تقرير مصيرها وحقها في الدفاع بكل الوسائل عن وجودها وحياتها وكرامتها.

الإنسانية تتألم

مع تواصل الإجرام المرتكب في حق الشعب الفلسطيني من قبل دولة الاحتلال الصهيوني الغاصب للأرض وللتاريخ وللذاكرة، فإن الانسانية بكاملها تتألم لما يحصل من إجرام وإرهاب وإبادة جماعية وتهجير قصري وتصفية عرقية وتدمير كامل للوطن، وتعبّر عن تضامنها القوي والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية وتجاه القتل المتعمد للمدنيين العزل بخروجها في مختلف مدن العالم للتعبير عن المساندة والتضامن مع الشعب الفلسطيني في حركة جاءت ضد مواقف حكومات الدول الغربية وردة فعل غاضبة من السياسات الغربية المنافقة و المنحازة كليا للإسرائليين.

حالة من التخبط

ما يحسب لعملية طوفان الأقصى التي أدخلت المحتل الصهيوني في حالة من التخبط والإرباك أنها كشفت عن قصور الحداثة الغربية وخواء فلسفة الأنوار وأسقطت قناع الغرب المزيف وكشفت عن صورته الحقيقية وعن تهافت فكره وديمقراطيته ومنظومته الكونية وشعاراتها الكاذبة عن التعايش السلمي وعن الاعتراف بالآخر وعن تلاقح الحضارات والثقافات وغير ذلك من النظريات التي حكم بها العالم وفرضها على البشرية.

هذا ما يطلبه أهل غزة

ما يطالب به الغزاويون ويرجوه سكان فلسطين في هذه الظروف المؤلمة التي يمرون بها من كافة شعوب العالم المساندة لهم أن يواصلوا في التظاهر في الشوارع وأن يُديموا التنديد بالأعمال الوحشية لدولة الاحتلال الصهيوني فهم يعلمون يقينا أن الدول والحكومات عربانا وعجما تخذلهم ولا تقدر أن تعيد لهم الحق المغتصب وأن أملهم في هذه الشعوب التي لا تزال تملك ضميرها الحي ومواقفها الثابتة والواضحة.
ما يطالبون به أن تواصل الشعوب الاحتجاج الشارعي حتى ترتفع معنوياتهم وهم في هذه المحنة الكبيرة وحتى يعلم العالم أن الفلسطينيين في هذه المعركة ليسوا وحدهم وأن قضيتهم هي قضية كامل الانسانية….

سرقة وطن

ما يطالبون به من الشعوب وخاصة العربية منها أن لا تكف عن الحديث عن المأساة الفلسطينية وأن تنقل لأبنائها ما حصل لهم وأن تحدث الأحفاد عن قصة شعب محتل شرد من أرضه وخذله القريب وتركه البعيد وتنكر له الصديق
ما يطالب به الفلسطينيون من الشعوب المساندة لها أن يعلموا أبنائهم حب فلسطين وأن يرووا لهم قصتهم حتى تبقى الذاكرة حيّة على الدوام في وجدان كل الأجيال فالمطلوب اليوم في هذا الصراع الظالم وغير المتكافئ أن نكسب معركة الذاكرة والتاريخ وأن نهزم العدو فكريا وثقافيا حينما نُحدث العالم ونُعرفه سردية شعب هجروه من وطنه وقصة وطن تمت سرقته واغتصابه.
ما هو مطلوب من الشعوب بالتوازي مع المعركة الحربية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية على أرض الميدان أن تخوض الشعوب العربية معركة الذاكرة والتاريخ ومعركة لفرض السردية الفلسطينية ورواية القصة الغزاوية وأن نوفر لها من الوسائل والإمكانيات لفرضها وجلب التعاطف لها كما فعل اليهود حينما صنعوا لتاريخهم سردية ابتزوا بها الغرب وجعلوه أسير ذنب لن ينتهي…
ما يطالب به الفلسطينيون من الشعوب المساندة لها أن يواصلوا في تعليم الأجيال حب فلسطين وأن يواصلوا الحديث عن المأساة الفلسطينية وأن يحدثوا العالم بقصة شعب دمر وطنه وسرقت أرضه وهجر شعبه ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى