تفيد التقديرات بأنه يتم شرب أكثر من 2.25 مليار كوب قهوة يوميا على مستوى العالم، وهذا الرقم الكبير من الاستهلاك اليومي للكافيين يثير التساؤل بشأن مدى تأثيره على صحتنا العامة.
وفي الواقع، وجدت دراسات مختلفة أن للقهوة فوائد عدة على الصحة العامة، من ذلك دراسة أجراها باحثون من جامعة هارفارد، تم الكشف عنها الأسبوع الماضي، والتي تقول إن شرب المزيد من القهوة والشاي، يمكن أن يساعد على العيش عمرا مديدا.
وأظهرت الدراسة أن البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني أقل عرضة للوفاة مبكرا إذا توقفوا عن المشروبات السكرية وشربوا ما يصل إلى ستة أكواب من القهوة في اليوم.
كما انخفض خطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية لأولئك المصابين بالسكري من النوع الثاني بنسبة 18 بالمائة لدى شاربي القهوة.
وتوضح الدكتورة سارة بيري، من قسم علوم التغذية في كينغز كوليدج لندن: “القهوة غنية بالبوليفينول، ومن المرجح أن ترتبط آثارها المفيدة بتلك المركبات”.
وهنا نذكر بعض الفوائد المثبتة علميا للقهوة:
العمر المديد
وجدت أبحاث منشورة أن شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب قهوة في اليوم مرتبط بعمر أطول، وينطبق الشيء نفسه على القهوة المطحونة سريعة التحضير والخالية من الكافيين.
وقال البروفيسور بيتر كيستلر من معهد بيكر لأبحاث القلب والسكري في أستراليا: “تشير النتائج إلى أن تناول كميات معتدلة من القهوة المطحونة سريعة التحضير منزوعة الكافيين يجب اعتباره جزءا من أسلوب حياة صحي”.
حماية الكلى
قد تشكرك كليتك على احتسائك القهوة، حيث أظهرت نتائج دراسة عملية صادرة عن جامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة، أن كوبا واحدا في اليوم من المشروب الساخن يمكن أن يقلل من خطر إصابة الكلى الحادة.
ووجد الباحثون أن المركبات الموجودة في القهوة تدعم وظائف الكلى.
انخفاض معدل الوفيات
وجد مشروع بحثي مشترك من جامعة ساوثرن ميديكال في غوانغتشو بالصين والبنك الحيوي بالمملكة المتحدة، نُشر في دورية Annals of Internal Medicine، أن البالغين الذين شربوا 1.5 إلى 3.5 كوب من القهوة يوميا كانوا أقل عرضة للوفاة خلال سبع سنوات من المتابعة.
وشارك أكثر من 171 ألف مشارك في الدراسة، ووجد الباحثون أن أولئك الذين شربوا القهوة كانوا أقل عرضة بنسبة 16-21 بالمائة للموت في السنوات السبع المقبلة مقارنة بالمشاركين الذين لم يشربوا القهوة.
معجزة الشفاء
خلل الحركة (أو عسر الحركة) هو حالة نادرة تتميز بتشنجات وحركات لا إرادية. ونشر أطباء من معهد Paris Brain Institute بباريس حالة طفل يعاني من هذه الحالة وتمكن من العودة إلى الحياة الطبيعية بفضل شرب القهوة.
وقام الفريق ذاته بإجراء دراسة على مرضى خلل الحركة، ووجدوا في تجربة أن 87 بالمائة من المشاركين شهدوا تحسنا في أعراضهم أو أن الأعراض تختفي تماما عن طريق شرب القهوة.
تقوية الدماغ
يمكن أن يقلل شرب القهوة من خطر الإصابة بحالة التنكس العصبي، مرض باركنسون، خاصة عند الرجال، بنسبة تصل إلى 30 بالمائة، وفقا لبحث مستمر من معهد المعلومات العلمية في الولايات المتحدة.
وبينما لا يوجد علاج حاليا لمرض ألزهايمر، وجدت دراسة من جامعة إديث كوان، أستراليا، أن المشاركين الذين استهلكوا كميات أكبر من القهوة لديهم معدل تدهور معرفي أبطأ.
عكس السكري
لا يمكن للقهوة فقط أن تساعد على تخفيف أعراض مرض السكري من النوع الثاني، فقد وجد باحثون من كلية هارفارد للصحة العامة أيضا أنها يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالقاتل الصامت على الإطلاق.
وكان لدى المشاركين في الدراسة الذين زادوا من استهلاكهم للقهوة بمقدار كوب واحد يوميا على مدار أربع سنوات، خطر أقل بنسبة 11 بالمائة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
مساعدة القلب
يقوم فنجان من القهوة بأكثر من مجرد إبقائك متيقظا، حيث وجدت دراسة علمية من معهد بيكر لأبحاث القلب والسكري، أن استهلاك ما يصل إلى خمسة أكواب في اليوم يقلل من خطر الإصابة بفشل القلب والسكتة الدماغية.
وكان كوبان إلى ثلاثة أكواب يوميا هو المقدار الأمثل وفقا للبحث، ما قلل من خطر الإصابة بكلتا الحالتين بنحو 20 بالمائة.
حماية الكبد
وجد تقرير أن شرب القهوة قد يمنع الإصابة بسرطان الكبد. وأكدت منظمة الصحة العالمية أيضا التأثيرات الوقائية للقهوة على سرطان الكبد بعد مراجعة أكثر من 1000 دراسة.
وبالإضافة إلى حماية الكبد، وجد الباحثون أن القهوة تقلل أيضا من خطر الإصابة بتليف الكبد، سواء كانت فورية أو مصفاة أو إسبريسو.
حمض نووي قوي
من المستحيل إصلاح الحمض النووي، ولكن تبين أن شرب القهوة يحافظ عليه في حالة أفضل، ما يقلل من تلف الخلايا.
ويمكن أن يؤدي تلف الحمض النووي إلى الإصابة بالسرطان.
ووجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس أن القهوة تحمي الحمض النووي من سرطان الكبد والرحم وسرطان القولون والمستقيم.
كما توصلت دراسة أخرى من خدمة الفحص الصحي الوطنية في أوسلو بالنرويج، إلى أن القهوة تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
