الصريح الثقافي

معرض ‘عليسة في بلاد العجائب’ للفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة..

كتب: شمس الدين العوني

بعد تجربته مع المعرض الفني التشكيلي المتنقل بين مدن تونسية في الشمال و الوسط و الجنوب بعنوان ” فواطم ” المستلهم من فكرة فنية جمالية سردية بين المهدية و القاهرة يقدم الفنان التشكيلي تجربته الجديدة بعنوان معرض شخصي يضم أعمالا فنية متعددة ينظمها خيط رابط ” عليسة …في بلاد العجائب ” و ذلك بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون في الفترة من 10 إلى 20 من شهر جانفي المقبل 2024.

فكرة المعرض
03 image BAS copie
وعن فكرة هذه التجربة و المعرض الجديد يقول الفنان التشكيلي و القاليريست محمد أكرم خوجة : “… عليسة… سيظل اسمها محفورا دائما في الذاكرة الجماعية، لا ينفصل عن قرطاج، أعظم مدينة في العصور القديمة..إن عدم توفر معلومات كافية عنها، وعدم وجود تمثيل لها على شكل تمثال أو لوحة، يثير الخيال أكثر إلى درجة أن المرء يتساءل عما إذا كانت موجودة بالفعل، أو إذا كانت مؤسسة قرطاج أم كل شيء آخر. أسطورة تعيش حتى يومنا هذا.

المفهوم التاريخي الفني

وعلى هذا الأساس وبهذا المفهوم التاريخي الفني، وفي إطار مشروعنا الفني “فواطم” يكون معرضي القادم باسم “عليسة في بلاد العجائب” في الفترة من 10 إلى 20 جانفي بتونس في قاعات دار الثقافة “ابن خلدون”.. حيث أنه و على رأي أندريه جيد أقول ” أنا أعترف بشيء واحد فقط على أنه غير طبيعي : الفن. “…
و للتذكير بتجربة الفواطم فان الفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة سرد حكايته الفنية و بحثه الجمالي المعنون ب ” فواطم ” ليقول في اثر تجربة حوالي سبعة أشهر من هذا المعرض المتنقل “…أود أن أشكر كل من حضر معرض مختلف محطات معارض تجربة “فواطم”.. أنا ممتن حقًا لمشاركتي هذا الحدث من قبلكم…”فواطم” ليست مجرد سلسلة من المعارض التي نظمتها لعرض لوحاتي .. إنها مغامرة ومغامرة فنية واكتشاف .. واكتشاف وإعادة صياغة … أتحرك وأكتشف بلدي من خلال هذه الرحلة الفنية. …. “تونس” “الحمامات” “القيروان” (ثم سوسة و نابل لاحقا) حيث شعرت بحنين شديد و وجدت ذكرياتي من الطفولة والمراهقة والتقيت بأصدقاء وفنانين من الماضي .. واليوم أجد نفسي في مدنين لاتبعني في مسار متناغم وبهذه المناسبة أكتشف مناطق أثرية أقدرها كثيراً … “”.

عوالم جديدة

ان الفن بهذه المعاني يفضي الى عوالم فيها من الوعي ما به تبدو الفكرة و هي تنحت عناوينها بكثير من البحث على هيئة من التذكر حفرا في الذاكرة و نبشا في الجواهر بغرض استعادة النظر تجاه ما مضى كي لا يضيع ..انها أهمية الفن في تجديد النظر تجاه الأشياء و الأحوال و العناصر و التفاصيل.هكذا عن للفنان الكامن في الطفل أن يطرح السؤال تلو الآخر في مدينته الضاربة في أعماق التاريخ بكثير من الحسرة و الآه بعد سفر ليلمس شيئا من فراغ الروح و الإهمال و الضياع..إنه الضياع الحضاري حيث لا أثر يذكر لمدونة تاريخية من الآثار و المواد و الأشياء تعكس هذا الزخم الحضاري و التاريخي لمسقط الرأس.نعني هنا المهدية و ابنها الفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة الذي راعه بعد سفر الى مصر التي بها قاهرة المعز ما تشهده معالمها من اهتمام و وعي بالأهمية تجاهها و تعهد في حين يرى عكس ذلك في بلدته التي تروي شيئا من سيرة الفاطميين …هكذا عاد بوعيه الفني التشكيلي الجمالي منبها هنا الى قيمة استعادة المكان و المعلم من حيث العناية و ابراز ما يشير الى العراقة و القيمة..

حكاية تشكيلية وجمالية

وهكذا جاءت الفكرة المشروع من خلال هذه الحكاية التشكيلية و الجمالية و في أسلوب مرح و به الكثير من التلقائية و العمق بما يعيد للذاكرة ألقها و حضورها القوي في حاضر الناس و راهن أحوالهم و شؤونهم و شجونهم… و فواطم عنوان المعرض احالة على حقبة الدولة الفاطمية و الرسومات هي عبارة على رحلة بين الماضي والحاضر مع توظيف لوقائع مقتبسة من الحياة اليومية و الأساطير و الخرافات و الأحداث الواقعية…تخير الفنان خوجة هذا المعرض متعدد المراحل لهذه الحكاية حيث توزعت الأعمال الفنية على فضاء العرض برواق البالماريوم حيث كبداية كانت في أفريل المنقضي حيث تم الافتتاح و ذلك بتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين و بلدية تونس و وزارة الشؤون الثقافية وفق عنوان لافت هو ” فواطم “نسبة للدولة الفاطمية…

رسوم معبرة

لوحات ومجسمات برسوم معبرة في تلوين متناسق و بكثير من الشغف الطفولي للقول بالحكاية الفاطمية بين المهدية و القاهرة حيث السقيفة الكحلة و باب زويلة و شارع المعز و المعالم الدالة هنا و هناك على الجواهر في المسيرة التاريخية..و المتجول بين مختلف الأعمال المقدمة هنا في هذا المعرض للفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة يلمس أحساسه الدفين وعيه الجمالي التاريخي و القيمي تجاه المشترك لأجل أن لا يندثر و تسقط بالتالي جوانب من القيمة..و المجد…المعرض انتظم ليتنقل بين جهات و مدن تونسية هي تونس و الحمامات و القيروان و مدنين …
وعن هذه التجربة و هذا المعرض يقول الفنان محمد أكرم خوجة”…هو مشروع لمعرض متنقل بين الجهات تونس الحمامات والقيروان ومدنين…والفكرة انطلقت من رحلة إلى مصر حين اطلعت على تاريخ الفاطميين من خلال زيارتي لشارع المعز و باب زويلة فوجدت مكانا محافظا على هندسته و رونقه و حضارته التاريخية من خلال المباني و كل شيء و عند رجوعي الى المهدية أردت فهم لماذا حافظت مصر على القيمة التاريخية و نحن لم نعد قادرين على المحافظة على المكان التاريخي فقمت بزيارة إلى المتحف بالمهدية و من هنا بدأت أفكر جيدا في الطرح ..قمت بالاستعانة بالمنمنمات و الصور الكاريكاتورية و ثنائيات الحياة و الموت و الإنسان و الحيوان و الأرض و السماء …

عدّة تقنيات

استعملت عدة تقنيات من الرسم على القماش النحت الفيديو و الرسم على الأواني الفخارية ..و العمل التشكيلي على لوحات هي مقتبسة من العادات والتقاليد في الحياة اليومية بطابع نقدي و ساخر مع الاعتماد على ألوان تدخل البهجة…”. معرض ضمن بحث و فكرة لفنان بحساسية عالية حيث الفن لديه إبداع و شهادة و بحث عن المهدد بالنسيان و الاندثار في ظل الصخب و الفوضى و التداعيات المربكة.الفنان خوجة له تجارب فنية و هو الذي تشرب من جمال المهدية و سحر بحرها ليرسمها بقلبه في أشكال متعددة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى