صالون الصريح

مرتجى محجوب يكتب: لماذا يدافع الإنقليز والأمريكان عن حركة النهضة؟

كتب: مرتجى محجوب

لو سألتهم فسيُشغلون مباشرة الاسطوانة المشروخة المتعلقة بالحريات والديمقراطية، والتي ثَبّت زيفها في العراق وليبيا وسوريا وغيرها من الدول المحطمة و المستهدفة…

أما الواقع والمعطيات وليست تحاليل أو وجهات نظر، فيقولان:

غالبية إخوان تونس كانوا لاجئين في بريطانيا وبعض الدول الأوروبية، ليس رحمة وإنسانية بقدر ماهي أوراق يمكن استعمالها في المستقبل، وقد تم ذلك في ما يسمى بالربيع العربي….

قنوات تلفزيونية صدعت رؤوس الناس بحديثها ودفاعها المزعوم عن الديمقراطية وهي لا علاقة لها بالديمقراطية لا من قريب ولا من بعيد، مما يؤكد أن ما حصل ابتداءا من سنة 2011 في تونس و بلدان عربية أخرى، إنما هو مخطط له ومدّبر بكل تأكيد…

حكم الإخوان والسلطان!

بديل الأنظمة المُسقطة في تونس ومصر وسوريا وليبيا…هو حكم الإخوان المسلمين تحت قيادة السلطان أردوغان، برعاية وتبعية تامة للأنقليز والأمريكان.
هكذا كان مخططهم ودائما تحت يافطة الحرية والديمقراطية و صناديق الاقتراع…

انتخابات ينخرها المال الفاسد وتوظيف المقدس ليعقبها تحكم في أجهزة ومفاصل الدولة برمتها وضرب مساعي التأسيس لديموقراطية حقيقية لا تحمل بذور الفتن الطائفية أو العرقية أو الدينية كما هو حاصل حاليا… وللأسف الشديد في عدة دول عربية.
المسألة ليست من قبيل الصدفة بل مخطط لها بإحكام من أجل إحياء وتأبيد الفتن داخل الأقطار العربية ومواصلة التحكم في خيراتها ومصائرها من طرف القوى الإمبريالية العالمية.

نواة فتنة

في بلد مثل تونس ليست فيه عوامل فتن عرقية أو طائفية أو دينية، كان لا بد لهم من زرع نواة فتنة دينية وسياسية متمثلة في الاسلاميين حتى لا ننجح في بناء ديمقراطية حقيقية خالية من الصراعات والتشتّت والانقسام والتدخلات الخارجية.

حركة النهضة في تونس هي تلميذ مطيع ونجيب لدى الدوائر الأنقليزية والأمريكية، لم تجرؤ ان تقوم بمراجعات فكرية لما يسمى زورا و بهتانا في حق الاسلام ، بالاسلام السياسي رغم بداهة المسألة ووضوحها خصوصا بعد ممارستها للسلطة
والحكم.
السبب في ذلك ، هو إصرار الأنقليز والأمريكان أن لا تخرج النهضة من جلباب الإسلام السياسي في كل الظروف و الأحوال.

ديمقراطية الفتنة..

تونس التي ربما يحتقر البعض وزنها الإقتصادي أو المالي ، تمثل أرضية خصبة لنموذج عربي ديموقراطي لا تريد الدوائر الإمبريالية العالمية وبكل الوسائل الممكنة أن يرى النور البارحة، اليوم وغدا.

إن من يدافعون عن ضرورة تشريك الاسلاميين في العملية السياسية هم مجرد سُذج سياسيا، فعلاوة على اختلال موازين القوى بحكم المال وتوظيف الدين فأن تحكّم الإسلاميين في السلطة لن تعقبه حريات ولا ديمقراطية ولا هم يحزنون…

الأمريكان والأنقليز لا يقبلون لغيرهم سوى دكتاتورية خاضعة لهم أو ديمقراطية شكلية فتنوية ستكون أيضا بالضرورة خاضعة لهم، والفتنة أشدّ من القتل…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى