كتب: محمد الحبيب السلامي
…هو محمد بن حسن محفوظ، ولد بصفاقس من أبوين من عائلة محفوظ سنة 1923…وتلقى القرآن وبعض الفقه وعلوم اللغة بالزاوية ثم انتقل إلى مدرسة قرآنية وفيها نال الشهادة الابتدائية، ومنها انضم إلى التعليم بالفرع الزيتوني بصفاقس….
لكنه بعد مدة انقطع وانكب على مطالعة الكتب والمجلات بمكتبة جمعية الشبان المسلمين بصفاقس، وعاد بعدها لمواصلة الدراسة الزيتونية، وخلال أكثر من ست سنوات قضاها بين صفاقس وتونس فاز بالأهلية والتحصيل والعالمية…
كما تلقى دروسا بمدرسة الحقوق ففاز بالإجازتين، وتهيأ ليكون محاميا أو قاضيا، وفي بداية عهد الاستقلال فتحت وزارة العدل باب مناظرة على الملفات لانتداب قضاة من حاملي شهادة العالمية فقدم ملفه العلمي لكنه لم يُقبل وقُبل من دونه لأنه كان من أنصار الشيخ الثعالبي وليس من أنصار بورقيبة…
فاكتفى بخطة مستكتب في الفرع الزيتوني بسوسة التي فاز بها في عهد الحماية…ومن سوسة دخل معهد 15 نوفمبر بصفاقس مسؤولا عن مكتبة المعهد، حتى انتدبته وزارة الثقافة لجرد وفهرسة مكتبة الإمام النوري ومخطوطاتها، ثم كُلف بفهرسة مكتبة الشيخ الجريدي التي أهدتها الوزارة إلى صفاقس…
وهو في كل ذلك كان صاحب قلم يكتب مقالات وبحوثا وينشر، فنشر بعضها في إذاعة لندن، وإذاعة تونس، ولما تأسست إذاعة صفاقس كان من أوائل المنتجين بها وبقي لها منتجا إلى آخر حياته….ولأنه أحب المطالعة وعرفته المكتبات العمومية بالعاصمة مطالعا فقد كان باحثا محققا للمخطوطات ينشرها بالمشرق، وكان مؤلفا، ومن مؤلفاته (تراجم المؤلفين التونسيين في خمسة أجزاء) وهذا الكتاب ألفه وجمعه وهو مقطوع الرجلين لمرض يقضي ليله ونهاره على فراش العزيمة والصبر…
توفي رحمه الله سنة 1988 وترك ذرية طيبة ومكتبة عامرة وسمعة في العالم العربي الثقافي بمؤلفاته مشرفة…رحمه الله…
