صالون الصريح

محمود حرشاني يكتب: ‘سيدي.. توه نقول لبابا يزيدك دورو… ما تضربنيش’؟

Mahmoud Horchani
كتب: محمود حرشاني

منذ أن كنت طفلا صغيرا لا أحب عقوبة الضرب..فهي تترك خدوشا في النفس والجسم من الصعب جدا أن ينساها الطفل..ولذلك فانا لست من أنصار مبدأ حاسبني بالجلد متاعو في سبيل أن يتعلم ابني…

فأنا بهذا اعطي للمعلم والمربي ولغيري تفويضا في أن يلحق بابني أو ابنتي الضرر الذي لا يمحى ابدا، ولا أرضاه له او لها..هناك وسائل عقوبة اخرى افضل من الضرب.. وقد كان عدد من المربين والمعلمين يستعملونها معنا….
كأن نكتب الدرس مائة مرة..
ما الضرب فلا مبرر له ….لا تربوي ..ولا أخلاقي
واذكر حادثتين من سجل الذاكرة في صغري..
الاولى..اشتكانا مرة احد الفلاحين الصغار بأننا قطفنا اللوز من سانيته في الطريق .. فقرر مدير المدرسة معاقبتنا جميعا، وكان من بيننا زميل يحمل إعاقة في جسده لم يتفطن لها المدير…ولولا الطاف الله لفقد هذا الزميل حياته جراء ما تعرض له من ضرب بـ ‘الفلقة’ على قدميه …
والحادثة الثانية عشتها شخصيا..وكنت في الخامسة من عمري مع مؤدب القرية رحمه الله الذي قرر معاقبتنا جميعا…
وكنا مجموعة من الصغار ندرس عنده. …وعندما جاء دوري…. فزعت بعد أن رأيت ما تعرض له زميلي من قبل.. وقلت له متوسلا: ‘سيدي.. ما تضربنيش وتوه انقول لبابا يزيدك دورو.. اي خمسة مليمات’..وكانت اجرته عن التلميذ الواحد خمسمائة مليم في الشهر.. فانفجر المؤدب ضاحكا وتركني.. وظل يطالبني بـ ‘الدورو’ الى أن توفي، رحمه الله تعالى..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى