صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الحاج علي بن محمد بن حمودة السلامي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ولد علي بن محمد بن حمودة السلامي في 4 أوت 1887 وتوفي في 26 سبتمبر 1970، تعلمه وعلمه، في المدرسة الابتدائية تعلم اللغتين…العربية والفرنسية وأتقنهما…

ثمّ انخرط في التعليم الزيتوني فقرأ على بعض مشائخ صفاقس، وفي تونس وجامع الزيتونة واصل الدراسة حتى فاز بشهادة التطويع…

عمله

تحصل على أمر عليّ بموجبه انتصب في صفاقس عدل إشهاد، وله في نهج العدول مكتبه ومكان عمله…

زواجه وعائلته

تزوج علي السلامي من عائلة السلامي السيدة الفاضلة آمنة السلامي وأنجب منها، بنتين هما زكية وجميلة، كما أنجب منها أبناء وهم،، محمد، وأحمد وعبد المجيد، والهادي، وبعد عشرات السنين رأى أن يتزوج زوجةً ثانية، فتزوج من تونس العاصمة السيدة الفاضلة مامية بنت محمد الناصر الجويني، وأنجب منها بنتين هما، هاجر وآمنة، وأنجب منها ابنا واحدا سماه محمد الصالح…فكان كما أراد أبوه، رجلا صالحا بعلمه وعمله وبزواجه بالأستاذة الجامعيةً راضية المهيري

نشاطه الاجتماعي

كان الحاج علي السلامي رجلا اجتماعيا، فلما اتفق البعض من أعيان صفاقس على تأسيس جمعية تتكفل بالفقراء، وتأوي من ينامون في الشوارع، وترعى المعاقين، وتعلم الأطفال المشردين من البنات والبنين كان صاحبنا معهم ويده مع أيديهم، ونذكر بعضهم الذين يظهرون في الصورة المصاحبةً (عبد الحمان اللوز ،الطيب كمون ،الحاج أحمد السلامي ،الباشا الشرفي ،الطاهر المعزون وغيرهم، وباتفاق أعيان صفاقس على الخير تأسست جمعية سموها (جمعية البر العربية) وعرفت شعبيا باسم (الخيرية )…وبُنيت لها في الحي الخيري بناية فيها، المأوى، وفيها مدرسة للذكور تسمى (المدرسة الشعبية)، مديرها الأول المرحوم الشيخ الزيتوني أحمد اللوز، وإلى جانبها أول مدرسة للبنات سميت (مدرسة الفتاة) مديرها الأول الشيخ الزيتوني الشاعر الصادق الفقي…ومن المعلمين كانت معلمة اللغة الفرنسية، عائشة بالي…

وأعود لصاحبنا الشيخ العدل علي السلامي لأذكر وأذكر بأنه كان له في مجتمعه موقف إذا وجب الوقف، ففي سنة 1919، رأى الباي أن يعزل الشيخ محمد العذار من منصب القاضي ويجعله (باشمفتي) ويولي على صفاقس القاضي الشيخ محمد الأمين بن عبد الله النفطي، قابل الكثير من الصفاقسيين تعيين قاض من غير أبناء صفاقس بالرفض، وواستغل هذا الرفض الحزبيون من أنصار الشيخ الثعالبي فجمعوا لوائح ورسائل الاحتجاج والرفض بدعوى أن الشرع ينص على أن يكون القاضي من أهل البلد فلما قيل لهم: إن الشرع لا يشترط ذلك قالوا، إن العادة جرت أن يكون القاضي صفاقسيا…
وتواصل القدح في هذا القاضي، في علمه وكفاءته، من ذلك أنه لما أعلن القاضي النفطي سنة 1922، رؤية هلال شوال وإعلان عبد الفطر خرج من كذبوه ونادوا بالصوم في ذلك اليوم والعيد غدا، وأيدهم في ذلك الشيخ محمود الشرفي، لكن بعض عدول الإشهاد ومنهم صاحبنا علي السلامي أيدوا القاضي النفطي، وقالوا: نحن نؤيده ونثق في علمه ونرفض أن نتهم بالعصبية الصفاقسية…

علي السلامي والحياة

شجع على إحياء الأرض فشجر في الحاج قاسم ألف شجرة زيتون، وكوّن ثروةً… كانت له صداقات، ومن بين أصدقائه الشاذلي زويتن ولذلك ساعد صاحبنا صاحبه على ملكية الزيتون في صفاقس…

أحب السفر

سافر إلى الحجاز فأدى فرضه، وسافر مرارا إلى أوروبا، إلى فيشي وغيرها ليرتاح وليطلع ويتسلى…لما حان أجله ودع الدنيا الفانية إلى الدار الباقية فودعه أولاده وأحفاده، وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر، فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى