صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع : حسن بن عبد الله بن حسن الزغيدي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا حسن بن عبد الله بن حسن الزغيدي ولد بصفاقس في العاشر من أكتوبر 1922…هذا من عائلة محافظة يُقال: إن أصلهم من اليمن…هذا لما بلغ سن التعلم والدراسة أدخله أبوه مدرسة ابتدائيةً، وفيها ارتوى من اللغتين: العربية والفرنسية فلم يغادرها إلا وهو يحمل الشهادة الابتدائيةً، وينجح في مناظرة الدخول للتعليم الثانوي فيدخل…

انقطع عن الدراسة

هذا الذي يكتوي بالحرب العالمية الثانية..هذا الذي كان يواصل الدراسة بصفاقس ليطوي مرحلةً التعليم الثانوي..وإذا بالحرب تنصب خيامها، وتدُك بقذائفها وقنابلها باب البحر وأغلب ما فيه من مساكن ودكاكين فتتوقف وتتعطل الحياة والمدارس والمعاهد فيه فينقطع صاحبنا عن الدراسة….

صار معلما

هذا صاحبنا وهو رجل عمل وليس رجل بطالة يقرر العمل في الأرض والشجرة…يعمل في دنيا الفلاحةً حتى تقلع خيام الحرب وتغادر صفاقس، هذا يغتنم الفرص…بعد الحرب وجد الإعلان عن مناظرة لانتداب معلمين فشارك ونجح…
هذا صاحبنا الذي كان يتعلم صار بنجاحه في المناظرة يُعلم، وفي الرديف في مدرسة بالرديف خطا خطواته الأولى…طاف ودار، وكم من مدرسة دخلها ثم خرج منها ليدخل أخرى، وهو يقدم للتلاميذ اللغة الفرنسيةً أو اللغة العربية أو اللغتين…

هذا من مدرسة بالرديف إلى مدرسة بجربة، ومن مدرسة بجربة إلى مدرسةً بساقية الزيت، ومن مدرسة بساقية الزيت إلى مدير مدرسة باللوزة…هذا وهو يدير مدرسة باللوزةً جاءه خبر نجاح ولده الأول في مناظرة الدخول للتعليم الثانوي فقرر التخلي عن إدارة مدرسة ومكافأتها ليدخل إلى صفاقس في النهار معلما وفي الليل يراقب ويوجه أولاده…هذا أنجبت له زوجته خديجة بنت المؤدب الشيخ المشهور الحاج خليفة الطياري مدير الزاوية التي اشتهرت باسمه….هذا أنجبت له خديجةً خمسة أولاد…وهم، جميل، ونجيب، وحياة، وعفاف، وعدنان…
فشرفوا الوالدين بنجاحهم…هذا وهو يربي أولاده من صلبه، واصل تربية وتعليم أولاد في مجتمعه…

فكان معلما بمدرسة شارع الجزائر، وكان مرشدا بيدغوجيا ،ثم مديرا بمدرسة 18 جانفي…وفي إدارته لمدرسة شارع بغداد توقف عن الطواف بين المدارس، وتقاعد…وهو مطمئن النفس لما قدمه من رسالة التربية، ودروس التدارك التي قدمها مجانا، وتعليم الحرس اللغة الفرنسية..

كان صاحب حرف وقلم

هذا كان صاحب حرف وقلم، هذا طالع الشعر والنثر فكتب شعرا ونثرا، كتب القصيدة الفصيحة، وكتب القصيدة باللسان الدارج فتحولت نشيدا وأغنية، وكتب القصة ،كما كتب المسرحية لتدخل إذاعة صفاقس وتُذاع..
هذا العلم بقلمه تجدونه في كتاب من سلسلة أعلام في الذاكرة التي بعثها محمد الحبيب السلامي، في حلقة من السلسلة عنوانها: (المربيان الحاج خليفة الطياري وحسن الزغيدي، وفي الكتاب تتعرّفون على قلم ولده الصيدلي، نجيب الزغيدي…

ودع الدنيا

هذا صاحبنا المربي الذي طاف بين المدارس مربيا، ودخل الفرع الزيتوني يقدم الدروس في علم النبات…هذا حسن الزغيدي شدّه المرض سبع سنوات انتهت بوفاته في 11 مارس 2002، فودع الدنيا وودعه أولاده وأهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى