صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: عبد العزيز بوراوي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

صاحبنا عبد العزيز بوراوي نقابي، حزبي، مناضل…صاحبنا ولد بصفاقس، ولما تهيأ للتعلم أدخله والده الكتاب، ثم أدخله المدرسة الابتدائية ومنها انضم إلى التعليم الثانوي…وبينما هو يواصل الدراسة توفي والده فاحتاجت العائلة إلى راع…فكان هو الراعي..

نقابي مع حشاد

ترك التعلم ودخل المستشفى ممرضا بشهادة ممرض…من هنا وجد طريق النقابة فسار فيه، في سنة 1943 انتخب كاتبا عاما للنقابة الأساسية بالمستشفى وتعرف على فرحات حشاد…

في سنة 1944، شارك مع حشاد في المؤتمر الإقليمي للكنفدرالية العامة للشغل، وكان حشاد يريد الوصول إلى قيادتها، لكن الشيوعيين سيطروا عليها فلم ينجح حشاد…فانسحب منها كما انسحب منها بوراوي والحبيب عاشور ونقابيون آخرون…

تأسيس اتحاد النقابات المستقلة

من هنا كوّن النقابيون مع فرحات حشاد اتحاد النقابات المستقلة في الجنوب في 20 جانفي 1946، انعقد المؤتمر الذي تأسس فيه الاتحاد العام التونسي للشغل وكان عبد العزيز بوراوي من قادته، وبقي فيه إلى سنة 1988…لكن انسحب منه مرتين…

في سنة 1956، انعقد مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل وفيه جبهتان…جبهة أحمد بنصالح، وجبهة الحبيب عاشور، لما فازت جبهة بنصالح انسحب عاشور وجماعته ومن بينهم عبد العزيز بوراوي، فكوّنوا اتحادا للشغل، وسلم الرئيس بورقيبة للحبيب عاشور مفتاح نادي النقابات الشيوعية فكانت دليلا على عدم تأييد بورقيبة لبنصالح، وفي 1957 انعقد مؤتمر نقابي أعاد الوحدة للاتحاد وعاد إليه بوراوي بقيادة الحبيب عاشور…

طُرد من الاتحاد

في سنة 1986 انسحب ،،،ورُفت عبد العزيز بوراوي من الاتحاد مع مجموعة من النقابيين لخلاف مع القيادة فكوّن عبد العزيز الاتحاد الوطني للشغل، لكن بعد مدة قصيرة عادت الوحدة للاتحاد، وعاد عبد العزيز…وبعد مدة قصيرة استقال من العمل النقابي…
قلت إنه حزبي…فهو منخرط في حزب بورقيبةً من بداية ظهوره إلى آخر حياته…وقلت إنه مناضل، فهو مناضل مؤيد لسياسة بورقيبة معارض لمعارضيه، وهو في النضال الميداني حاضر…ولذلك ألقي عليه القبض لما اندلعت الثورة التحريرية سنة 1952، ووضع في السجن بتهمة التخريب…

حادثة السلاح

وقد حدّثني رجل الصناعة المناضل المرحوم محمد التومي فقال: كنت في الثورة أجمع السلاح وأسلمه لعبد العزيز بوراوي ليسلمه للمقاومين في الجبال، وفي يوم وصلت بسيارتي لجنان بوراوي، لكنني أخطأت جنانه ووقفت أمام جنان جاره وضغطت على زمارة السيارةً، فخرج الجار، وخرج عبد العزيز، وخاف أن يكون الجار قد كشف أمرنا والتومي متنكر في ثياب جندي، والسيارة فيها السلاح فهدد عبد العزيز الجار بالقتل إن هو أخبر أحدا بما رأى…ووعد الجار بالكتمان لكنه لأنه حلاق ثرثار أخبر شرطيا تونسيا وطنيا فطلب منه الصمت وأعلمه بأن السلطة تراقب ما يجري….
في عهد بورقيبة أسندت لعبد العزيز بوراوي نيابة الحزب في توزر وقفصةً، وأسندت له النيابة الحزبية في تونس العاصمة، ولم تسند له الولاية ولا وزارة لأنه كان مع المناصرين للحبيب عاشور أو لأن مستواه العلمي دون الباكالوريا…ولكن حماسه وجرأته النقابية والخطابية والحزبية والنضالية أقوى من بعض من كُلفوا بمناصب عليا في عهد بورقيبة…

ودع الدنيا

في 26 ماي من سنة 2008 حضر أجله فودع الدنيا وودعه أهله وأحبابه وودعته صفاقس وتونس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى