صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (138): عائلة بوعتور ومحمد العزيز بوعتور 1825 ـ 1907

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

يذكر الشيخ مقديش في نزهة الأنظار، كما يذكر غيره من المؤرخين أن عائلة (بوعتور) هي من ذرية الولي الصالح المشهور بسيدي عبد الكافي الذي يصل في النسب للخليفة الثالث الصحابي ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه…

كان لسيدي عبد الكافي ثلاثة أولاد، وهم سيدي محمد وسيدي عبيد الزواي وسيدي يعقوب…وقد اشتهر الولد الأكبر محمد بأبي عتور، ومنه كانت عائلة بوعتور التي توالدت وتناسلت وتكاثرت وتخرج منها العلماء والأدباء بصفاقس، واستقر فرع منها بتونس ولد منه محمد العزيز بوعتور الذي سجل له التاريخ صفحات تشرّفه وتشرّف عائلة بوعتور…

حفظ القرآن

رُبِي في بيت أبيه، وحفظ القرآن كله في البيت عن أبيه، ثم انخرط في التعليم الزيتوني فلزم حلقات الدروس فروى وارتوى، وتطوع للتدريس بجامع الزيتونة، وبلغ خبر ذكائه الباي فعيّنه كاتبا في ديوان الإنشاء…ثم عُيِن وزيرا للقلم…وارتقى فعُيِن وزيرا للمالية….
ولما تولى المصلح خير الدين باشا الوزارة الأولى كان محمد العزيز بوعتور سندا له، فقد شاركه في تنظيم التعليم بجامع الزيتونة…وتأسيس المدرسة الصادقية…وتأسيس جمعية الأوقاف لتنظيم الأحباس…كما سانده في تنظيم المحاكم الشرعيةً…

جنازة كبرى

في عهد علي باشا تولى الوزارة الكبرى…أصيب بمرض في صدره في آخر حياته، فلزم فراشه يتلقى الرعاية والعلاج والدواء توفي في عهد محمد الناصر باي فأمر الباي بدفن محمد العزيز بوعتور بمقبرة البايات الحسينيين اعترافا بمكانته وتقديرا للخدمات التي قدمها للدولة الحسينية…تم توديعه بجنازة كبرى بالدعاء والرحمة…واليوم بِمَ تذكره عائلة بوعتور في صفاقس، وماذا يقول عنه الأصدقاء لنزداد فهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى