صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: عبد القادر بن أحمد السلامي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

عبد القادر بن أحمد السلامي…هذا الرجل الوطني الاجتماعي المناضل الذي أعطى ولم يمد يده ليأخذ…هذا الذي أبوه أحمد السلامي وأمه دوجة الكراي، وولد في صفاقس سنة 1924 وتربى وترعرع…

طار إلى فرنسا

هذا الذي عرفته المدرسة الابتدائية باجتهاده وودعته بنجاحه في امتحان الشهادة الابتدائية ومناظرة الدخول للتعليم الثانوي، هذا الذي فاز بشهادة الباكالوريا وبها طار إلى فرنسا ليزداد علما فاختار التوجه نحو الصيدلة، وقضى سنوات الدراسة في الكد والجدّ…
فنجح وتفوق وعاد إلى تونس صيدليا وقبل أن نتحدث عنه صيدليا نذكره في فرنسا وطنيا مناضلا…

ناضل ضد الاستعمار

كان الطلبة التونسيون في فرنسا، وفي عهد الحماية يناضلون من أجل تحرير وطنهم من الاستعمار الفرنسي، ولذلك كوّنوا الاتحاد العام لطلبةً تونس وكوّنوا شعبا دستورية في باريس ليعرفوا الفرنسيين والأوروبيين بقضيتهم…
في هذه المؤسسات كان عبد القادر له دوره، كان مع الشباب التونسي الثائر في فرنسا ضد فرنسا الاستعمارية…أدى دوره، وتحمل المسؤوليات والقيادة ولم يكن بها يتحدث ويباهي…
عاد إلى صفاقس يحمل شهادة صيدلي فكُلف بصيدلية المستشفى بالمهدية…ثم دخل صفاقس فكُلف بصيدلية المستشفى بصفاقس…

نشاط اجتماعي

وفي سنة 1970، فتح في صفاقس صيدلية وبها وفيها استقر، فواصل نشاطه النضالي الحزبي والاجتماعي…ففي الحي الذي يسكن فيه تحمل رئاسة شعبة دستورية ليُساهم من خلالها في بناء تونس…وفي سنة 1972، كان من الذين اجتمعوا ليبعثوا في صفاقس جمعية ترعى المعاقين بصفاقس، وبعد اجتماعات متواصلة تم إعداد قانونها الأساسي…
وفي سنة 1974 تحصلت الجمعية على قرار وزير الداخلية في ترسيمها…وانطلقت الجمعية في نشاطها وليس لها مال ولا مكان…وتحت رئاسته مرّت سنوات انتهت ببناء دار للقاصرين في جمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية، ولما امتدت أيدي الخراب ضده وضد من معه ورفضوه لزم صيدليته حتى ظهر الحق وزهق الباطل.. فعاد عبد القادر ومن معه لقيادة الجمعية ودعمها صحيا واجتماعيا وماليا…

رحل فجأة

وفي الوقت الذي كان يواصل نشاطه بكفاءة وصدق فاجأه الموت دون سابق إنذار فتوفي سنة 1994…فودعته زوجته الفاضلة رشيدة سلامي وتحملت بعده مسؤولية في الجمعية كما ودعه أولاده البررة، مهدي وأسعد، وخديجة وألفة وكلهم حافظوا على الجمعية وواصلوا دعمها والحرص على طهارة سمعتها…

لم يطلب منصبا..

توفي عبد القادر السلامي فودعته صفاقس…وبقي يذكر بأنه وطني مناضل من أجل تحرير وبناء وطنه ومساعدة بني وطنه دون أن يمد يده ليطلب يوما منصبا أو كرسيا…

فبماذا يذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم ؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى