صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا الحبيب دربال

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا الحبيب ولد في صفاقس فتعلم وتثقف..هذا الحبيب أحب والده سعدا..وأسعده أن يكون كأبيه سعد (خباز/ كواش) يُسعد الناس في رمضان وفي العيد وفي غير رمضان والعيد بخبزه ورغيفه..

هذا الحبيب..أحب مهنته فتثقف بقواعدها وأسرارها فعُين بها خبيرا لدى المحاكم التونسية…هذا الحبيب وثق فيه الخبازون في صفاقس فاختاروه أمين الخبازة..وبها دخل منظمة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، وساهم في بعث المعرض الدولي بصفاقس.

طوّر فرن الخباز

هذا الحبيب هو الذي طوّر فرن الخباز فبعد أن كان يوقد ويحمى بالصريع والقرنة والفيتورة جعله يحمى بالطاقة الكهربائية..هذا الحبيب هو الذي وجد حلا لمشكلة كانت صفاقس تُقاسي منها في العيد ذلك أن الكواشين بعد أن يوفروا خبز العيد يدخلون في عطلة وراحة أياما..
فإذا انتهى خبز العيد في بعض البيوت واحتاج سكان هذه البيوت للخبز لا يجدونه….ويسقط سكان هذه البيوت في مشكلة..وجد لها الحبيب دربال حلا تمثل في السماح لبعض الخبازين بالعمل وتوفير الخبز من اليوم الثاني للعيد..والخبز السخون في رمضان يتهافت عليه الصائمون قبل المغرب..

رجل الاقتصاد

ذاكم الحبيب رجل الاقتصاد والمجتمع..وهو المناضل المشارك في تحرير وطنه واستقلاله..وهذا الحبيب في بيته وعائلته…فأبوه السيد الفاضل المرحوم سعد وزوجة الحبيب السيدة الفاضلة آسية دربال أبقاها الله بالصحة والعافية وطول العمر، أنجبا ابنين، المرحوم جميل الذي تعلم وتثقف وتواصل مع مهنة جده وأبيه ثم تركها وتوجه نحو المنظمات، والابن الثاني مُخلص بعد أن تعلم وتثقف أخلص لمهنة أبيه وجده سنوات ثم انقطع..
هذا الحبيب الوالد أنجب أربع بنات وهن: سنية..ونجوى ..وليليا وعواطف..علم الحبيب بناته..ولما دقت عواطف باب كلية الطب شجعها كما شجعتها أمها فكانت طبيبة تزوجت الطبيب سُهيل السلامي فانجبا بنتين، نسرين وسحر..وابنا واحدا هو الهادي..
وسار الثلاثة في طريق الوالدين..في طريق التخصص في الطب وأعود للحبيب والخبز فأذكر أنه أول صفاقسي فتح دكانا لبيع الخبز في باب البحر وأذكر أن إخوة الحبيب وهم المرحومون ….محمد وامحمد ومحمود والشاذلي كانوا خبازين..وفي تاريخ صفاقس ظهرت عائلات اشتهروا وتوارثوا صناعة الخبز ومنهم كانون..وفي حبنا بالعاليةً.. بطريق العين كوشة كانون يديرها أحفاد الصادق كانون، ومن الخبازين عبد الناظر..وبن جديدية ..والحاج طيب وغيرهم…

تاريخ الخبز

والطريف تاريخيا أن أجدادنا كانوا يرون من العار أن يشتري الصفاقسي الخبز من الخباز..فالخبز كان يُخبز في البيت من دقيق القمح..والقمح في مطمور كل بيت…ثم صارت المرأة تعجن الخبزة وترسلها للكواش في طبق من حديد أو على لوحةً.
واليوم صات كل البيوت في صفاقس تشتري الخبز من الخباز …..والخبزة صارت أنواعا وألوانا، خبز بوطبق وخبز قاعة..وخبز بلانقيط ..وطليان..وأبيض وأسمر ..وفارينة وسميد..وغير ذلك..
والحديث عن الخبز يجعلني أتذكر لذة وطعم خبز طبق من كوشة بودية..وخبز القاعة من كوشة يعيش، والحديث عن الخبز أنهيه بهذه الأمثال الشعبية التي لها معان…

أمثال في الخبز

قالوا: خبز الغربة مالح ولو بالعسل عاجنينو ..وخبز الوطن طيب ولو بالمر عاجنينو ….وقالوا …. ….ولد الأصل توكلو خبز حافي يصونك ..وقليل الأصل يخونك ……..
وقالوا ….خبز الرجال على الرجال دين، وقالوا ….خبز وزيت عمود البيت .. وقالوا ….ما تبور خبزة عند كواش .. ….وقالوا ….كل حد يقول ….خبزي سخون ….وقالوا ….اللي ياكل خبز السلطان يضرب بسيفو.

رحل عن الدنيا

ونعود أخيرا للحبيب دربال فنُذكر ونتذّكر أن المرض شدّه إلى الفراش سنوات ..فلما جاء أجله ودع دنياه الفانية إلى الدار الباقية ..فودعته زوجته وأولاده وأحفاده وودعه أهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكُره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما ….وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى