صالون الصريح

الأمين الشابي يكتب: صواريخ المقاومة تدحض أكاذيب الكيان الصهيوني

كتب: الأمين الشابي

يبدو أنّ هذه القولة “واحد كألف و ألف كأف ” تنطبق تماما  على ما جرى على الساحة الفلسطينية أخيرا بين المقاومة الفلسطينية، متمثلة في الجهاد الإسلامي والكيان الصهيوني بطم طميمه، بترسانته العسكرية ومدافعه ومدرعاته وطائراته وصواريخه ومسيراته وجيشه…بالاضافة إلى بمؤسساته الاستخبارية و اللوجستية و بالمساعدات المالية والمعنوية من الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.

رغم اختلال القوى…

وفي المحصلة هذه الجولة و بعد 5 أيام من الصراع و الصدام  و المواجهة – و بالرغم ما توفر لـ اسرائيل من ظروف و معدات عسكرية بمختلف الأشكال و الأوزان برّا و بحرا و جوّا، نجد المقاومة تمطره في أرجاء مختلفة من جغرافيته بهذا الكم المهول بالصواريخ المختلفة المدى و التي وصلت حسب مصادر صهيونية إلى 1234 صاروخا…

وما يعنيه ذلك من بث الرعب و الخوف و الهلع في مجاميع المستوطنين وبالتالي حرمانهم من حرية التنقل و التعلّم و العمل  و الترفيه و ارغامهم على العيش داخل المخابئ.

فرضت إرادتها

فهذا يعني باختصار و أنّ المقاومة، رغم ظروفها الصعبة و ضعف تسلحها – إلاّ بالإرادة و العزيمة – فرضت على هذا الكيان إرادتها و أرغمت جحافل المستوطين على ألاّ يغادروا جحورهم. و في المقابل  نجد حوالي  371 عملية قصف نفّذتها طائرات  العدو، على ماذا – باستثناء اغتيال 6 من قيادات الجهاد الإسلامي التي ترى فيه الكيان و أنّه تحقّق لبعض أهدافه – فبقية الضحايا من المواطنين  الـ 27 الذين قضوا في هذه المواجهات، منهم 5 أطفال و 9 نساء، حيث دكّ هذا الكيان الصهيوني المتعجرف مساكنهم على رؤوسهم  بلا رأفة ولا رحمة. و لكن رغم ذلك يواصل هذا الكيان الكذب  بكل صدق و يغيّر الحقائق و الادّعاء  بتحقيق أهدافه متغاضيا عن جرائمه؟

نتنياهو يكذب بكل صدق!

رغم أنّ الحقائق على الميدان تؤكّد و أن هذه الجولة من الصدام ، بين الجهاد الإسلامي و الكيان الصهيوني المحتل، تحكّمت فيها المقاومة الفلسطينية على كل المستويات  بل و انتصرت فيها – بالرغم من الحصيلة الثقيلة للضحايا و للخراب الذي طال البيوت والبنى التحتية  – وذلك راجع  بالأساس إلى اختلال الوسائل الدفاعية بين الطرفين. إلاّ أن الصهاينة و على رأسهم نتنياهو يحاول التسويق داخليا و خارجيا على أنّه حقق الأهداف المرجوة من هذه الجولة.
ومن عيّنات هذا الكذب الادّعاء و أنّ القبة الحديدية تصدت  بنجاح لصواريخ المقاومة بنسبة 95 بالمئة. في حين و أنّه بعملية حسابية بسيطة هذا النجاح المزعوم لم يتجاوز نسبة 35 بالمئة؟ ( فإذا قسمنا عدد الصواريخ التي تمّ اعتراضها و هي في حدود 430 صاروخا على عدد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة ( 1234 صاروخا، و التي أصابت العمق الصهيوني ) تكون النسبة في حدود 34.8 بالمئة و هذه الكذبة الأولى.

الكذبة الثانية و الخطيرة، تتمثل في ادّعاء نتنياهو أن الكيان حقق أهداف المرجوة من هذه الجولة ولكن حقيقة هذه الأهداف هي في الحقيقة أهدافا شخصية له بالذات، وتتمثّل في إرضاء خصومه من الصهاينة المتطرفين جدّا من أعضاء حكومته الذين دفعوه دفعا إلى القيام بهذه المغامرة، هذا أوّلا. 

والهدف الآخر التمويه على جمهور المستوطنين بأنّه الرجل الأقوى في حكومته حتى يسترجع بعض ما خسره في استطلاعات الرأي. و الهدف الشخصي الثالث هو حرصه مهما كان الثمن من أجل البقاء بالسلطة حتى لا تطاله قضايا الفساد التي في انتظاره إذا ما سقطت حكومته و خسر في الانتخابات القادمة.

خسارة الكيان على أكثر من مستوى

الخسائر الأخرى التي تغاضى عن ذكرها الكيان الصهيوني في هذه الجولة من الحرب مع المقاومة الفلسطينية تمثلت بالخصوص في تعرية هذا الكيان الصهيوني الغاصب بأنّه أكبر قوّة في الشرق الأوسط. في حين لاحظنا ما فعله في هذا الكيان، فيصل وحيد من المقاومة، و في فترة 5 أيام فقط عبر التحكم في مسارات هذه الجولة و فرض أحكامه على العدو  من حيث طالت صواريخ المقاومة جلّ إسرائيل و فرضت عليها أحكامها. و لو أردنا أن نترجم هذه الخسارة أيضا بالأرقام، فإنّنا نقول – بالاعتماد على بعض المحللين العسكريين من الصهاينة أنفسهم  – فإنّ كل صاروخ من المقاومة يتم التصدي له عبر القبة الحديدية يكلف الكيان بما قيمته 50 مليون دولار.
وأيضا فإنّ كلفة اليوم الواحد من الحرب  عموما، هي في حدود 200 مليون دولارا و ذلك دون اعتبار تكلفة الخسائر الأخرى سواء في مجال  دوران عجلة الاقتصاد  و التجاري طيلة مدّة الحرب و هي تقدّر بملايين الدولارات. 

والسؤال هنا، ماذا لو دخلت بقية الفصائل هذه الجولة و على رأسها حماس، كيف ستكون النتائج؟

قصف المدنيين العزل

ونقول أيضا، فإنّه، بالرغم من قصف الطائرات الصهيونية لمناطق سكنية عديدة  – و التي طالت حوالي 20 مسكنا و إقامة، و تظلّ أصحابها بلا مأوى – فإن قصف المدنيين العزل يُعتبر حسب كل الأعراف و المواثيق الدولية من جرائم الحرب، التي سيعاقب عليهم هذا الكيان و على رأسه الناتن هو، و لو آجلا، فإنّه سيكون في انتظاره هذا الأخير، داخليا مصائبا أخرى خاصة المتمثلة في المظاهرات الداخلية رفضا للتعديل  القانوني تقليص دور سلطة القضاء و التي حاول ” الناتن هو”  فرضها خدمة لشخصه أولا وأخيرا ـ فضلا عن خصومه المتطرفين الذين يقفون له مثل الشوكة في الحلق لدفعه إلى ارتكاب حماقة أخرى في حق الفلسطينيين. و قد يتم الاختيار لاحقا على الضفة الغربية لاستعراض قوته و جبروته تلبية لتعطش المترفين في حكومته إلى شرب الدماء، و لاعتقاده و أنها الحلقة الأضعف في المقاومة الفلسطينية و أيضا تكريسا لبقائه في السلطة و هذا هو الهدف الأسمى عند  نتنياهو، بقاءه في السلطة هروبا من السجن الذي في انتظاره على أساس قضايا الفساد المتورط فيها؟  فهل ستلقنه الضفة الغربية درسا في المقاومة – لو حاول الاحتكاك بها – و تكون له بمثابة الضربة القاضية لبقية أحلامه السياسية؟

كلمة الختام

كلمة الختام تسأل عن الصمت المدقع للمنظمات الدولية الإنسانية و الحقوقية، التي لم يسمع لها و لو صوتا منددا لما يرتكبه الصهاينة في حق المدنيين العزل و هم يهدمون البيوت فوق رؤوس أصحابها؟ و أيضا لماذا خفتت أصوات المجتمع المدني عبر العالم للتنديد بجرائم هذا الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية و على رأسهم الشعوب العربية باستثناء المغرب؟ و أين ذهب ثقل تلك الدول الغربية التي تقف بكل ثقلها مع أوكرانيا، فهل دم الفلسطينيين رخيصا إلى هذه الدرجة؟ و أين الجامعة العربية، إن لم تتحرك في مثل هذه الأحداث ؟ و الشكر لكل من مصر و المملكة العربية السعودية التي حاولت فأثمرت اتفاقا لوقف إطلاق النار…؟ 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى