صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: حسين بن محمد الكراي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

بالأمس كان ضيفنا وعلمنا كراي واليوم يكون ضيفنا وعلمنا كراي بالأمس كان ضيفنا وعلمنا يصنع للساق الحذاء، وضيفنا وعلمنا اليوم حسين الكراي يصنع للساق لباسا هو ‘القبقاب’

مصنع في دهليز

هذا حسين بن محمد الكراي كان مصنعه و دكانه في نهج سيدي بلحسن، يراه الغادي والرائح، يرى القباقب مصفوفةً أمام مصنعه ومعمله…ومعمله نصبه في دهليز..وفيه يصنع قباقب أنواعا وألوانا..

قبقاب الصغار وقبقاب الكبار ….قبقاب الحمام وقبقاب العروسة يسمونه (رقبوج) وقد تفنن في تطريز سيره الذي يشدّه، وتفنن في أشكاله..
قبقاب حسين الكراي يصنع من خشب الزيتون، وخشب السرول، ويُقال أحسن قبقاب وأقوى ما صنع من خشب الليمون..

قبقاب حسين الكراي دخل البيوت ليلبس في الحمام…ودخل ميضاة المساجد، وفي رمضان وقد تكاثر ـ والحمد لله ـ المصلون فكثُّر روّاد القبقاب ومن يلبسه ليتوضأ يأمن من الانزلاق..

تاريخ ‘القبقاب’

فيا من تلبسون القبقاب هل تعرفون تاريخ القبقاب؟
يُقال ….أن القبقاب عُرف منذ قرون، وكلمة قبقاب في اللغة تعني هدير الجمل والأسد..والقبقاب عند المشي به يحدث صوتا(قب ..قب) فسُمي القبقاب نسبة بصوته….
ويقال …إن الحمامات كانت أرضيتها تسخن بأحواض مائية تحتها فتؤذي المستحمين الذين يمشون في الحمام حفاة فصنعوا القبقاب من خشب للحمام…
ويُقال ..إن أول من لبسه فرعون..ولذلك عرف واشتهر بمصر…ويروي التاريخ المصري أن الملكةً شجرة الدر دخل عليها الثُوار وهي في الحمام وبالقباقب ضربوها حتى قتلوها..
ويُقال …صناعة القبقاب انتشرت واشتهرت في سوريا، ولذلك نجد فيها عائلة القباقبي..وسوق القباقبية ….ومن منا لا يذكر صوت قبقاب الممثل الفكاهي الساخر غوار الطوشي؟
هذا القبقاب الذي كان يصنعه حسين بن محمد الكراي كان في القديم يشد قرب طرفه الأمامي بعصفور من خشب يضعه لابسه بين إبهام قدمه والأصبع الذي يليه ويمشي…ثم تطور فصار القباقبي يشد القبقاب بسير من جلد ….هذا القبقاب الذي كان يصنعه حسين بن محمد الكراي..ومن كسبه يعيش وينفق على زوجته وتربية أولاده زاحمه مداس البلاستيك..
ولذلك نجد صاحبنا وضيفنا حسين بن محمد الكراي لم ينقل هذه الصناعة لأولاده ….فرباهم ووجههم وجهة أخرى..فهل نقول..ذهبت أو ستختفي صناعة القبقاب؟

أبناء صانع القبقاب

هذا ابنه التوفيق تعلم وارتوى من التعليم الزيتوني وحصد شهائده فكان في التعليم الابتدائي معلما ومديرا..ثم كان أستاذا في التعليم الثانوي…ولعلمه شرفوه بالإمامةً في صلاة الجمعةً بالجامع الكبير بصفاقس …ثم بالإمامة في جامع جده سيدي امحمد الكراي…
وهذا حفيده المهندس هشام الكراي اختير لكفاءته مهندسا فنيا في إذاعة صفاقس، وتولى إدارتها فترةً، وهو اليوم نائب مدير إذاعة صفاقس والمشرف على برامجها.

ودع الدنيا

ولما حان أجل صاحبنا وضيفنا وضيفكم حسين بن محمد الكراي ودع دنياه فودعه أولاده وأحفاده..وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر..
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وهما..وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى