صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: مصطفى الزغيدي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

مصطفى الزغيدي…هذا رجل عاش في المسرح…ورفع الستار عليه وهو يمثل في المسرح، وفتحت أبواب المسارح على عشرات المسرحيات التي كتبها للمسرح والآلاف الذين يحبون فن المسرح…

هذا رجل لو جمع الروايات التي ألّفها لكانت في مجلدات…هذا رجل في حياته ونشاطه المسرحي قصة طويلة لو كُتبت لبُعثت الحياة على خشبة المسرح، وكانت فرجة يصفق لها هواة المسرح…

البدايات

هذا مصطفى الزغيدي، دخل الزاوية فحفظ سورا من القرآن، ودخل المدرسة الابتدائية فخرج منها يحمل الشهادة الابتدائية، بها دخل المعهد الفني…لكن الحرب العالمية الثانية بصفاقس منعته من مواصلة الدراسة، ماذا يفعل وهو يريد أن يتعلم؟
وجد من يقدمون دروسا خصوصية في الترجمةً فجلس إليهم وتعلم منهم…تحصل على شهادة (البروفي العربي)، بها تأهل ليكون معلما…ودفعته رغبته في الترجمة لمواصلة التعلم قصد الحصول على الشهادةً العليا في الترجمة….

في المسرح

نسدل الستار عن طلب العلم، ونرفعه على قصة حياة صاحبنا مصطفى ونشاطه المسرحي…الفصل الأول في جمعية التهذيب…وهي جمعية لها تاريخ سياسي وثقافي يُشرّف صفاقس…في هذه الجمعية وجد من يصطفي مصطفى ليقوم على المسرح بأدوار في مسرحيات منها (يد الله…والمرأة الجميلةً، وجيل اليوم، وامرؤ القيس(…وتوقفت الجمعية..

في الكشافة

الفصل الثاني في الكشافة…اصطفى مصطفى في الكشافة نخبة وكوّن بهم فرقة للتمثيل، أخرج مسرحية (على مذبح الشهوات)…الفصل الثالث ،في عودة جمعية التهذيب أُسندت له البطولة في مسرحيةً حورية البدوية…الفصل الرابع: نجد مصطفى الزغيدي يتفق مع صديقه المسرحي عامر التونسي و يؤسسان معا جمعية التقدم المسرحي للتمثيل، ونرى على خشبة المسرح مصطفى الزغيدي يتولى البطولة في مسرحيات ألفها عامر التونسي…
الفصل الخامس في اتحاد الشغل ينخرط في جمعية (فرحات حشاد للموسيقى والتمثيل والرياضة)، ويتولى مصطفى إدارتها طيلة خمس وعشرين سنة، ويقدم مسرحيات متعددة منها: البذرة الفاسدة، والبخت، والغيرة، وانهيار قلعة، والبوزيدي رغم أنفه وشدة وتزول وغيرها…

الفصل السادس يرتفع فيه الستار على مسرحية عالمية ترجمها مصطفى الزغيدي… ومثلتها نخبة من كبار الممثلين بصفاقس، وأخرجها الفنان المسرحي القدير عبد اللطيف بن جدو، وامتلأ المسرح ليلة عرضها بالمثقفين منهم الدكتور المسرحي أحمد العكروت..
فحرّكت الأيدي بالتصفيق استحسانا، وحرّكت الألسن تقديرا..

في الإذاعة

الفصل السابع وفيه نجد مصطفى قد اصطفته الإذاعة التونسية وإذاعة صفاقس لتقديم عدد من مسرحيات ألّف بين حروفا وسطورها قلمه، في الفصل الثامن نرى صاحبنا في دنيا العمل، معاونا صيدليا، ونراه في إدارة القباضة المالية بصفاقس موظفا، وعلى هذا الكرسي ينزل ستار التقاعد…
لما حان أجله ودع الدنيا راضيا، وودعه أهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى