صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: نور الدين الشعبوني

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

نور الدين الشعبوني…هو ابن تاجر المصوغ عبد السلام الشعبوني وابن المؤدبة حميدة المصمودي…هو الابن الثالث الذي أنار بنور طلعته بيت والديه…

تلميذ متفوق

هو الذي نجح وفاز بجائزةً في امتحان الشهادة الابتدائية ومناظرة الدخول للتعليم الثانوي…هو الذي اختار البحث عن نور العلم فانضم إلى السنة الثانيةً في الفرع الزيتوني بصفاقس…
هو الذي حصد بكفاءته وتفوقه شهادة الأهلية…هو الذي واصل البحث عن نور العلم فوجده في جامع الزيتونة…هو الذي بشجاعته واجتهاده في إعداد دروسه كان المدرسون يختارونه لتقديم بعض الدروس أمام زملائه في حلقة الدرس وبحضور المدرس…هو الذي تحصل بتفوق على شهادة التحصيل.

معلما ومديرا

..هو الذي تقدم لمناظرة ترشيح المعلمين ففاز وقضى، في مدرسة ترشيح المعلمين سنةً تكوينية، ثم انطلق إلى مرحلة التطبيق…هو الذي طاف بين عدد من المدارس معلما ومديرا…هو الذي تعرض في خمس سنوات لمحنة تدريس الفرق…
فقد عُيـّن في مدرسة نقطة بين صفاقس والمحرس مديرا ومعلما، ونظرا لقلة القاعات وعدد المعلمين معه، فقد اضطر إلى أن يجمع في القاعة الواحدة ثلاث فرق في ثلاث مستويات، فيقدم في الحصة الواحدة دروسا لفريق السنة الرابعة ودروسا لفريق السنة الخامسة ودروسا لفريق السنة السادسة، وعليه أن يهيئ هذا الفريق لمناظرة الدخول للتعليم الثانوي…
هذه الوضعية التي فرضها عليه واقع مدرسة نقطة أرهقته وأثرت على قلبه وبقي أثرها فيه…هو الذي اختير ليكون مرشدا بيدغوجيا…هو الذي تزوج من عائلة الأجواد الصبية الذكية جويدةً بنت خالته عيشوشة المصمودي والتاجر الطاهر التركي…

كان مدمنا على المطالعة

هو الذي بنور أصالته أنجب ابنه (أصيل) الذي تعلم وكان إطارا تربويا، وأنجب بإيلافه لزوجته بنتا سماها على بركة الله (إيلاف) فألفت الدراسة متعلمة وألفت الدراسة أستاذة…هو الذي أحب اللغة العربية فثقف بها لسانه نثرا وشعرا فكان مدمنا على المطالعة، فهو في المكتبات العمومية يطالع، وهو في الكتبيات يشتري من الكتب يزود ويثري بها مكتبته التي جمعت من الكتب ألوانا، كما لم يكن ليتخلف عن الموعد في نادي الشعبوني…

ودع الدنيا

هو الذي كان بقلمه يطرز مقالات وقصائد ينشرها في شمس الجنوب…ولا يتخلف عن تهنئة أهله وأحبابه بأنوار قصائده، وقد جمع وكوّن من قصائده ديوانا سماه (الأنوار)، لكنه بقي على الرف، وتوفي صاحبه نور الدين الشعبوني في 2 مارس 2008، فودع الدنيا وودعه أهله وأحبابه وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفةً وفهما ،وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى