صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: المختار بن الصادق بن علي الخراط

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

في سطور حياته زرع ما يحصده القارئ ويأخذ منه الدرس والعبرة..جدّه علي الخراط كان يحفظ القرآن، وفتح في المدينة العتيقة محلا فيه يعلم القرآن وينسخ المصاحف ويصلح الكتب ويسفرها…

العدالة والإشهاد والإمامة

جدّته حافظة للقرآن متعلمة، لما توفي زوجها حلت محله تعلم القرآن البنين والبنات وتنسخ الكتب وتسفرها، وتعلم ابنها الصادق وعلى يديها حفظ القرآن…انضم ابنها إلى التعليم الزيتوني ففاز بشهادة الأهلية وشهادة التطويع، وعاد إلى صفاقس وفيها صدر له أمر عليّ في العدالة والإشهاد، وأمر عليّ في الإمامة بجامع سيدي الياس فكان على منبره بصوته الفصيح ولسانه الصريح خطيبا يتحدث المصلون بخطبه…

انضم إلى التعليم الزيتوني

في بيت الجد والجدة والأب ولد المختار سنة، 1925 وفي المدرسة الابتدائيةً بمركز بنحليمة التي كان يديرها الشيخ الزيتوني الطاهر دربال تعلم المختار اللسانين العربية والفرنسية ونال الشهادة الابتدائية…وبها انضم إلى التعليم الزيتوني ففاز بشهادة الأهلية، وبعد ثلاث سنوات دراسة بجامع الزيتونة تحصل على شهادة التحصيل التي فتحت له الباب ليلتحق بمدرسة الحقوق وقد عزم على أن يكون قاضيا…

مواد الحقوق في منظومات شعرية

في مدرسة الحقوق عليه أن يفهم ويحفظ، ولأنه تعوّد على حفظ المتون بجامع الزيتونة، والمتون بالنظم أغلبها لا بالنثر، والمختار شاعر فقد حوّل أغلب مواد الحقوق إلى منظومات شعرية فتيّسر عليه حفظها وهو ما لم يسبق إليه غيره، لذلك لما جلس للامتحان أمام القاضي الكبير المشهور صالح المالقي أجابه المختار نثرا وشعرا فاستغرب الأستاذ وأعجب بالجواب وقال له: من أين لك هذا؟
فقال: هذا من نظمي، فقدره…وخرج خبره فصار بين طلبة الحقوق والزيتونة يُحكى ويُروى…وكان المختار وهو طالب زيتوني بتونس يشارك في الاجتماعات والندوات الثقافية بقصائده، واستمع إليه الشيخ الشاعر العربي الكبادي فباركه وشجّعه بكلمة بقيت لطرافتها تُروى…

40 سنة في القضاء

واصل الدراسة بجامع الزيتونة فنال شهادة العالمية، وواصل الدراسة بمدرسة الحقوق ففاز بالشهادة الثانية…واستزاد المعارف فدرس الترجمة …ولما فتح باب القضاء شارك في المناظرة..ونجح…بقي في القضاء أربعين سنة، وتدرج في سلمه بكفاءته، فكان قاضيا نائبا ورئيس دائرة بمحكمة الاستئناف بصفاقس ورئيس دائرة بمحكمة التعقيب بتونس…
ولما بلغ السن القانونية أحيل على التقاعد، فتح مكتب محاماة مدة بصفاقس، ثم أغلقه، وبقي يتردد على مقهى تونس ليلتقي بأصدقائه، ثم انقطع…

ودع الدنيا

ولما جاء أجله ودع الدنيا سنة 2010..وقد ترك قصائد نشر بعضها في المجلات ولم تُجمع، وترك في مجلة القضاء وغيرها دراسات في القضاء…وترك تاريخا كتب صفحاته الأولى جده وجدته وأبوه، وترك أولاده وأهله وعائلة القضاء، ومنهم القاضي الجليل رضا خماخم والمثقفين في صفاقس يذكرونه بالرحمة وحسن الذكر….
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى