صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس كانوا هنا ثم ودعوا: محمود المهيري 1927 ـ 2018

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا هو محمود المهيري الرابع…أبوه الطاهر المهيري وأمه بيّة بن خليل من تونس العاصمة، وأولادها أخذوا منها لهجتها، ولكنهم اتفقوا على صناعة واحدة…

مهنة العائلة

فالكبير عبد المجيد صائغ وتاجر في الذهب وتولى أمانة سوق الصاغة في صفاقس، والصغير عبد الحميد كان صائغا في الذهب وهاويا ومؤسسا نادي جمع الطوابع البريدية…صاحبنا أخوهم محمود تفنن في صياغة الفضة التي كانت صناعةً خاصة باليهود…

تخصص في صناعة الفضة

فمحمود صنع بالفضة الحلي التقليدي وصنع من خيوط الفضة تحفا في شكل تفاحة وإجاصة وشجيرات زيتون ركز في أغصانها حبات كحبات الزيتون مصنوعة من خليط الجاوي والعنبر…فتح مركز صناعته في سوق العطارين بين سوق الربع ونهج الباي ثم انتقل إلى سوق الحكموني واستقر في باب البحر يواصل إنتاجه الذي اشتهر ويحلي من الفضة أرائك تجلس عليها العروسة والعريس ليلة العرس في قاعةً الأفراح…

أيام التعاضد

ولأخلاق محمود وشهرته في السوق بين أهل الصناعة والتجارة فقد عيّنه المسؤولون في سنوات سياسة التعاضد مسؤولا عن التجار ودعوتهم للتعاضد فيما بينهم…والتاريخ يحفظ له اجتماعا كبيرا عقده في مبيت المعهد الفني وخطب فيه داعيا التجار لتكوين تعاضديات تجارية وكل تعاضدية تتألف من ثلاثة وأكثر، وقال في الاجتماع قولة حُفظت في صفاقس ليبيّن أن التعاضدية يمكن أن تتكون من تجار صغار وتجار كبار (وهكذا لحيمة مع عظيمة)…

ودع الدنيا

وانتهت سياسة التعاضد وبقي محمود المهيري يواصل صناعته في الفضةً، ويشارك في العمل الاجتماعي وعلى وجهه لطفه وابتسامته…ولما حان أجله ودع دنياه وودعته عائلته وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى