صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس كانوا ثم ودعوا: أحمد العموري 1938 ـ 2023

Mohamed Habib Sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ولد أحمد العموري في صفاقس…ولد وعلى وجهه حسن وجمال…ولد وله صوت جميل به يقول للناس أنصتوا وبه يُبلغ …ولد في صفاقس، وفيها وفي مدرسة من مدارسها الابتدائية تعلم وفاز بالشهادة الابتدائية، ونجح في مناظرة الدخول للتعليم الثانوي…

سُجن وأُطرد

قضى في المعهد سنتين، ولأنه شارك في معركة التحرير ضد الاحتلال الفرنسي سنة 1952 فقد ألقي عليه القبض وسُجن مرتين وأُطرد من المعهد الثانوي…وجد في الفرع الزيتوني الملجأ لمواصلة التعلم فدخل الامتحان ونجح…ومنه تحصل على شهادة الأهلية، وبها التحق بجامع الزيتونة…

دخل الإذاعة

وبعد ثلاث سنوات تحصل على شهادة التحصيل، وبينما هو يتلقى دروسا في معهد الخلدونية فتحت الإذاعة التونسية مناظرة لانتداب مذيعين…شارك فنجح…ومن هنا دخل دنيا الإعلام، ومن هنا شق طريقه الطويل في الإذاعة وفي التلفزة التونسية…

مسيرة إعلامية مشرّفة

من سنة 1958 أصبح وأمسى صوت أحمد العموري معروفا مقبولا مطلوبا في نشرات الأخبار وبرامج أخرى…من هُنا كَبُر فصار إعلاميا كبيرا يرافق الرئيس بورقيبة في بعض سفراته الخارجية، ومن هنا صار يدعى للتعاون مع مؤسسات عالمية إعلامية كبرى في لندن وباريس…
ولأنه كذلك ولأنه صفاقسي فقد رشحه الوزير الشاذلي القليبي ليُعلن بعث وافتتاح إذاعة صفاقس في سنة 1961…واصل أحمد العموري مسيرته الإعلامية بنجاح…واصلها بلسانه وواصلها بقلمه، فهو يكتب وهو في الصريح وشمس الجنوب ينشر مقالات، وينشر قصائده الطويلة…

ودع الدنيا

لما تقاعد إعلاميا وظيفيا، فُتح في وجهه الباب ليكون في دار الإذاعة التونسية موجها لغويا…ولأنه مناضل عُيّن معتمدا…ولأنه خبر وتثقف قانونيا ترشح ليكون عدل تنفيذ فنجح…
ولأنه صاحب مجالس اختار أن يرتاح في مجالس الأصدقاء…لما زاره المرض وحان أجله ودع الدنيا الفانية إلى الدار الباقية، وودعته زوجته وأولاده وودعه الإعلاميون وصفاقس وتونس بالرحمة والذكر الطيب…
وقد ترك فيهم وبينهم صفحات مسيرة إعلامية تُشرّف…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى