صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم من أعلام صفاقس عاش ثم ودع: منصور الشفي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

بالأمس تحدثت عن عميد المحامين الأسبق المرحوم الطيب الميلادي، الصفاقسي المولد الزيتوني الدراسة والتعلم، واليوم أتحدث عن العميد القرقني الصفاقسي الزيتوني المرحوم منصور الشفي…

هذا العميد ولد بقرقنة سنة 1936، ولما بلغ سن الدراسة دخل المدرسة الابتدائيةً، طوى فيها مرحلة ومنها انضم إلى الفرع الزيتوني بصفاقس الذي سبقه إليه قريبه الصديق التلميذ الطيب صالح كريدة…

في جامع الزيتونة

هذا التلميذ الزيتوني تقدم في بداية الخمسينات لامتحان شهادة الأهليةً، فلما نجح وفاز بها التحق بجامع الزيتونة، وفيه قضى ثلاث سنوات تحصل فيها على شهادة التحصيل التي فتحت الباب في وجهه ليقضي سنتين في مدرسة الحقوق التونسية ويفوز بالإجازتين، بشهادة التحصيل الزيتونية دخل قاعات الدروس يدرس ويعلم…
بالإجازتين في الحقوق شارك في مناظرة المحاماة فنجح وانتصب في صفاقس محاميا متربصا، لما وحّد بورقيبة القضاء تساوى منصور الشفي في العمل والحقوق مع المحامين التونسيين المتخرجين من الكليات الفرنسية…
دخل العاصمة محاميا، وأثبت كفاءته، وحقق بحسن أخلاقه مع زملائه المحامين صداقة، فلما ترشح لانتخاب عميد المحامين ترشح سنةً 1983، فنجح، وبقي في العمادة إلى سنةً 1992…

دافع عن اتحاد الشغل

صاحبنا كان من المحامين البارزين في الدفاع عن الاتحاد العام التونسي للشغل أمام القضايا التي قُدمت ضده أو ضد الأمين العام للمنظمة المناضل النقابي الحبيب عاشور، صاحبنا العميد تمكن من صحبة الحبيب عاشور من الاتصال بكثير من الشخصيات الحزبية القيادية واكتشاف علاقاتهم ببعضهم…
صاحبنا منصور جمع في ذاكرته، ما سمعه بأذنيه، وما رآه بعينيه، فلما آن الأوان نشر هذه المذكرات التي فاقت الخمس والعشرين في صحيفة ‘الشعب’ وقد طالعت واطلعت على بعضها فوجدت في مطالعتها متعة تاريخية تكشف أسرار الساسة التونسيين في تونس منها (مذكرة عن خلاف أحمد بن صالح مع الجميع الذي به تم إلغاء التعاضد وحدثت في تونس تغييرات في كل المجالات…من المذكرات أزمة الحبيب عاشور ومن سجن صفاقس إلى سجن تونس، ومنها رسالة أحمد التليلي…صاحبنا منصور الشفي في مذكراته صاحب قلم، وهو صاحب قلم من يوم أن كان طالبا زيتونيا…

كان صديقا للطالب الصفاقسي عبد السلام بلعج منذ أن كانا تلميذين بالفرع الزيتوني تواصلت الصداقة في الدراسة، وتواصلت مع القلم، وبالقلم كتبا ونشرا مما كتبا، ومما نشرا قصة تروى في التاريخ العربي، صاغاها بأسلوب مسرحي وأرسلاها إلى إذاعة لندن في بداية الخمسينات، فأذيعت تحت عنوان (حتى لا يذهب الوفاء من الناس) ولعل عبد السلام الذي نجح كما نجح منصور وأصدح محاميا يذكر هذا، حفظه الله…

ودع الدنيا

طوى صاحبنا منصور الشفي السنوات التي كتبها له الله عمرا…جاء أجله فودع الدنيا الفانية بخيرها وشرها إلى الدار الباقية، فودعته أسرته وأهله وأحبابه وأسرة المحاماة وتونس وصفاقس وقرقنة بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى