كتب: محمد الحبيب السلامي
…ولد محمد المختار السلامي بصفاقس، وأحب القراءة والمطالعة من والده التاجر أحمد…لذلك قرأ القرآن في المدرسة التهذيبية فحفظه، وشارك في امتحان الشهادة الابتدائية فنجح…
واختار التوجه نحو التعليم الزيتوني فطوى مراحله بفوز ونجاح وتفوق، فنال في كل من الأهلية والتحصيل والعالمية جائزة، وما أن أكمل الدراسة حتى شارك في مناظرة لانتداب مدرسين بالتعليم الزيتوني فنجح وعين مدرسا بالمهدية، ثم تونس…
وفي عهد وزير التربية الأمين الشابي كُلف بإدارة الفرع الزيتوني ببنزرت، ثم سمي ناظرا في معهد ابن شرف، واختير ليكون متفقدا بالتعليم الثانوي…ومدرسا أستاذا بالجامعة الزيتونية…
مفتي الجمهورية
وانتهت به كراسي الوظائف والمسؤوليات إلى تعيينه مفتيا للجمهورية التونسية ففرض بشخصيته واعتزازه بعلمه مكانة المفتي، وبعث المجلس الإسلامي الأعلى وتولى رئاسته، ولما أُقيل واصل القيام بواجب وشرف الإمامة في جامع السلام بتونس يوم الجمعة، لكن لما رأى في المصلين من بعث من رجال بن علي ليتفقده حفظ كرامته فاستقال من الإمامة….
بقي سنوات في بيته بتونس يستقبل زوّاره ويرحب بهم ويتحاور معهم، ثم اختار العودة إلى مسقط الرأس صفاقس، وفي بيته كان زوّاره من أهله وأصدقائه والمستنيرين بعلمه، وبقيت صلاته بمن عرفهم وشاركهم في عضوية وبحوث المجلس الأعلى للفقه في جده، ومستشارا فقهيا لبنك البركة…
مؤلفات السلامي
ولأنه جمع في بيته بتونس مكتبة ثرية اختار أن يقدمها هدية لقراء المكتبة الجهوية بصفاقس، فاستقبلت في حفل تقديرا لصاحبها وتقديرا لما فيها من مؤلفات هامة منها اثنان وعشرون تأليفا ألفها الشيخ المختار أذكر بعضها (في تفسير القرآن ستة أجزاء ـ القسم في القرآن ـ الطب في ضوء القرآن) وآخر ما ألّف هو كتاب جمع فيه قصائد صاغها الشاعر القيرواني الصيدلي ببنزرت المرحوم الحبيب جا وحده ونشرها الشيخ من باب الوفاء…
…لما أحس بدنو أجله ودع زوجته الطيبة وبناته الفضليات وابنه البار وقد أوصاه بمواصلة السير في طريق البر والعطاء…توفي الشيخ الصديق العزيز فتم توديعه من طرف المقدرين سيرته وعلمه…
فمن منكم من عرفه وكانت له به صلة أو طالع بعض مؤلفاته، أو استمع إلى خطبه الجمعية منه أو من أيمة اختاروها من كتابين جمع فيهما خطبه، أو اطلع على مقالات دراسية ونقدية نشرها صاحبنا في الصحف والمجلات؟…
أنا أسأل وأحب أن أفهم…
