صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: مفيدة علولو المصمودي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

مفيدة علولو المصمودي..هذه المرأة التي خدمت المرأة التونسية…هذه المرأة التي وفرت للمرأة في رمضان وفي الأعياد والسهرات والأفراح ما تقدمه لضيوفها وعائلاتها…

هذه المرأةً التي استطاعت أن تنتج وتعطي إنتاجها اسما من اسمها يُعرف ويُذكر في تونس كلها، وفي فرنسا…هذه المرأة وفرت بصناعتها مواطن شغل كثيرة للعاملين والعاملات معها وبتوجيهاتها…

ذكاء وحسن تدبير

هذه المرأة الأم بذكائها وتدبيرها استطاعت، وهي التي ثقافتها لا تتعدى ثقافة المرأة في البيت أن تُغري بمشروعها أولادها المتعلمين المثقفين للعمل معها وتحت إشرافها…
هذه السيدة الفاضلة مفيدة علولو المصمودي ولدت بصفاقس، سنة 1933 وتعلمت الكتابة وحفظت القرآن…وتوجهت في البيت منذ صغرها وفي بيت زواجها لتتعلم الصناعات التقليدية من تطريز وخياطة، ومن صنع حلويات اشتهرت بها صفاقس والمرأة الصفاقسية، فبقلاوة صفاقس وملبس صفاقس لهما تكوين خاص ومذاق خاص، وقد عرفت مفيدة وتفطنت إلى أن المرأة الصفاقسية الحديثة تعلمت وخرجت للعمل خارج البيت ولا تجد وقتا توفر فيه وتصنع فيه لها، ولسكان البيت حلويات البيت فتقدمت مفيدة وقالت: أنا أصنع للبيوت حلويات البيت، في بيتي…وعرف الناس عنوان بيتها، فطرقوا بابها…وطلبوا حلوياتها…

من بيتها إلى 20 نقطة بيع

من هنا من بيتها انطلقت السيدة مفيدة، ومن هنا عرفت حلويات المصمودي…ومن بيتها خرجت أكبر حبة بقلاوةً سجلت عالميا في سجل الأوائل والأوليات…للأم الطيبة الذكية العاملةً انضم أحمد ورشوان المصمودي لأمهما في مشروع (حلويات المصمودي)…

وللمشروع فتحت للبيع عشرون نقطة بيع، في كل نقطة نظام وحسن عرض وعاملات بائعات جميلات، مؤدبات في الاستقبال وتقديم الخدمات للحرفاء والحريفات…لحلويات المصمودي علامة خاصة، وعلب خاصة تشرّف من يقدمها بما فيها من حلويات هدية…وهدايا حلويات مفيدة المصمودي وصلت إلى أمريكا…

ودعت الدنيا

ومن باب التقدير صارت تُعرض في المعارض…ومن باب تقدير هذه المرأة الأم تم تكريمها في حفل خاص وهي تخطو نحو الشيخوخة…ولما حان أجلها ودعت الدنيا يوم الأربعاء 14 فيفري 2018… وودعت أولادها وأحفادها الذين وجدوا مواطن شغل شريف نظيف، كما ودعتها صفاقس وتونس بالرحمة وحسن الذكر وكم من جمعية ثقافية وجمعية اجتماعية كانت السيدة المواطنة مفيدة علولو المصمودي وأولادها يتكرمون بكمية من حلويات المصمودي مساهمة في ندوتها وحفلها…
فبماذا سيذكرها الأصدقاء لنزداد بها معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى