صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: محمد التوفيق بن الإمام العالم محمد السلامي..

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

في هذا الشيخ الواعظ الذي طاف بوعظه المساجد في ولاية صفاقس، حتى شاخ…في تلبيته نداء جمعية المحافظة على القرآن الكريم والأخلاق الفاضلة بصفاقس…

هذه الجمعية وجدت الوعظ في رمضان محصورا في مساجد المدينة، ووصلتها من المسلمين في ريف صفاقس مطالب يطلبون فيها وعاظا في رمضان فقررت الاستجابة للطلب…والواعظ يصل إلى المسجد في الريف على سيارة…وليس لكل واعظ سيارة…

التزم بالوعظ

هنا تدخلت لجنة التنسيق الحزبي في عهد بورقيبة وشاركت في تنفيذ المشروع بسيارةً..وهنا تقدم الشيخ الواعظ محمد التوفيق السلامي بالتزامه…التزم بالوعظ في كل ليلة من ليالي رمضان في أي مسجد بولاية صفاقس..والتزم بالذهاب والإياب لأي مسجد على سيارته…
التزم ونفذ، وطاف في رمضان سنوات على المساجد يعظ ويوجه، وينشر الأخلاق الإسلامية حتى أدركته الشيخوخة…
أ ليس من الواجب أن نذكره، ونتذكره ونترحم عليه في رمضان؟..
أليس من الواجب أن نتحدث عنه في رمضان ونعرّف به من لا يعرفه؟
هو الذي في صغره تحصل على الشهادة الابتدائية…هو الذي انضم إلى التعليم الزيتوني، تحصل في فرع صفاقس على شهادة الأهليةً، وانتقل بها إلى جامع الزيتونة يواصل فيه الدراسة..

أصبح مُدرّسا

لكن الحرب العالمية الثانية فرضت عليه الانقطاع…ولما توقفت عاد لجامع الزيتونة يطلب العلم…باجتهاده فاز بشهادة التحصيل…وبعد ثلاث سنوات فاز بشهادة العالمية، وجد باب المناظرة لانتداب مدرسين فدخل، وبكفاءته العلمية نجح فصار مدرّسا…
هو الذي درّس بالفروع الزيتونية في منزل تميم، والمهدية، وصفاقس…وهو الذي درّس في المعاهد الثانوية..ثانوية الهادي شاكر بصفاقس، وثانوية البنات بصفاقس، وثانوية الترشيح بصفاقس…
وهو الذي لكفاءته في التدريس عُيّن موجها بيدغوجيا…ثم رُقيّ ليكون متفقدا لمدرسي التربية الإسلامية والمدنية في معهد صفاقس ومعاهد الجنوبين الشرقي والغربي، حتى تقاعد سنة 1984…
وقبل أن يتقاعد شارك في تأليف كتاب التربية الإسلامية للسنة السادسة للتعليم الثانوي ـ في النظام القديم ـ
كشّاف متميز

هو الكشّاف الذي تعلم من الكشافة وتدرب على البذل والحياة الاجتماعية والمسؤولية ونال شهادة التقدير والاستحقاق…وهو الذي بروح الكشّاف شارك في دعم اقتصاد بلاده فساهم في شركة ‘الخطاف’، وتحمل فيها المسؤولية الإدارية…وهو الذي اهتم بالفلاحة ورعاية الشجرة فأعطاها وأعطته…

ودع الدنيا

وهو الذي تزوج بنت خاله فعاشرها بالودّ والرحمة، وأنجبا أولادا تعلموا ونجحوا…فهذا جمال في الصناعة، وهذا سامي طبيب يشفي المرضى…ولما حان أجله ودع الدنيا بنفس راضية وودعه أهله وأحبابه وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفةً وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى