صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام دخلوا إذاعة صفاقس ثم ارتحلوا: التاسع/ علي الجراية 1948 ـ 1987

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ثلاثة من عائلة الجراية بصفاقس سأحدثكم عنهم…الأول: هو أبو الحسن علي الجراية، من رجال القرن الثاني عشر هجريا…من باب الاعتراف بولايته وصلاحه دُفن بباب البحر وبُني على قبره مسجد…وقد يكون المسجد قد سقط وذهب في الحرب العالمية الثانية..

ذكر تاريخه المؤرخ الصفاقسي محمود مقديش في الجزء الثاني من كتابه (نزهة الأنظار(…الثاني هو رجل الفضل والخير المرحوم الحاج محمد الجراية…عاش في صفاقس ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين: كان مناضلا في حزب الشيخ الثعالبي، متفتحا على عصره معجبا بفكر الطاهر الحداد، متدينا لذلك بنى في سنة 1934 جامعا إلى جانبه مدرسة قرآنية بمركز سحنون طريق قرمدة أراد بها حفظ اللغة العربية ونشرها بين التلاميذ حتى لا تطغى عليها اللغة الفرنسية، وفتحها للبنات يتعلمن فيها مع البنين …

1

ومن ماله ومقاومته للجهل والأمية بنى مدرسة أخرى بصفاقس في أريانة كانت تسمى مدرسة الجراية وتسمى مدرسة فرانكو أراب لأن إدارتها وضعت في فترة بين أيدي الفرنسيين…هذا الحاج محمد الجراية هل بقي يذكر فضله وتاريخه أم تناساه الناس؟ لاحظوا صورة المسجد الذي بناه…

الثالث هو صديقنا الإعلامي علي الجراية الذي أخذ حظا من العلم والتعلم، ودفعته ظروف عائلية للعمل والكسب فعُين مراسلا لوكالة تونس إفريقيا للأخبار، ثم عُين مديرا لمكتب الوكالة بالجهة…وبنشاطه ودوره في الأخبار ولهوايته للإعلام دخل إذاعة صفاقس يُنتج بعض البرامج، ويربط الصلة والصداقة مع بعض المنتجين في إذاعة صفاقس ومنهم المرحوم محمد بن البشير الفراتي الذي صاحبه في السفر مع زوجتيهما إلى تونس لحضور الاحتفال بعيد الصحافة…

ولأن أجلهما قد حضر في يوم الجمعةً الثالث من شهر جويلية 1987 فقد توفيا في حادث بالطريق، ونجت الزوجتان مد الله في عمرهما بالصحة والعافية، وأحيي زوجة المرحوم علي الجراية التي كانت تلميذتي بالسنة الخامسة في المدرسة التي كانت تديرها المرحومة عائشة بالي…

هؤلاء الثلاثة من يذكر تاريخهم أو تاريخ بعضهم لنزداد فهما وأنا أحب أن أفهم؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى