كتب: محمد الحبيب السلامي
…وُلد بصفاقس، دخل مدرسة الشباب وخرج منها يحمل الشهادة الابتدائية، بها دخل الفرع الزيتوني بصفاقس، ولما تحصل على شهادة الأهلية طار إلى تونس يواصل الدراسة بجامع الزيتونة…
بعد ثلاث سنوات قضاها يطلب العلم ويشارك في نشاط الجمعيات الثقافية الصفاقسية الزيتونية تحصل على شهادة التحصيل، فعاد إلى صفاقس يشارك أخاه في التجارة، ويواصل نشاطه الثقافي وينخرط مع الهادي شاكر في النضال السياسي…
نشاط ثقافي وسياسي
ولما ظهرت جريدة الصباح كان فيها مراسلا جهويا، ولكفاءته انتخب رئيسا لمكتبة التلميذ الزيتوني فأثراها بالكتب، وأحياها بالمحاضرات، وبعث فريقا من التلاميذ للانشاد في الاحتفال بعيد جامعة الدول العربية، وكنت من الفريق….
وانفجرت ثورة التحرير سنة 1952، فكان له دور فيها، ولذلك تم القبض عليه ووضع في المحتشدات مدة، ولما خرج وانقسم الحزب بين بورقيبة وبن يوسف انضم إلى صف بورقيبة وترك جريدة الصباح ليكون في جريدة العمل البورقيبية…
دخل الإذاعة
وعند الاستقلال دخل الإذاعة بقلمه ولسانه منتجا ومحررا…وهنا أخذ يبحث عن طريق يوصله لبعث إذاعة بصفاقس، وجد التشجيع من مدير الإذاعة الشاذلي القليبي…وبإمكانيات قديمة، وفي ظروف محدودة بعث إذاعة صفاقس التي جمع لها من أصدقائه نخبة مثقفة راهن معها على النجاح، ونجحت وهي تجمع بين التراث الثقافي القديم والثقافة الجديدة…
عُيّن أول رئيس للجنة الثقافية الجهوية، وانتخب كاهية رئيس لبلدية صفاقس…ولعل هذه المسؤوليات الثقيلة التي كُلف بها تسببت في إصابته بمرض لم ينفع فيه طبيب ودواء فأسلم روحه إلى ربها، وترك زوجته وأولاده الصغار يبكونه، وترك تونس تتحسّر عليه، وصفاقس تبكيه بعين دامعة وألسنة بالرحمة والتقدير ناطقة…
وتمر عشرات السنين على وفاته فهل تنوسي؟
أسأل وأحب أن أفهم
