صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يترّحم على الراحل فتحي القرقوري…

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

الله أكبر، الله أكبر ،الله أكبر…إنا لله وإنا إليه راجعون…هذا علم من أعلام صفاقس ودع الدنيا اليوم 20 نوفمبر 2023 والتحق بالدار الباقية…هذا العلم هو فتحي بن الحاج أحمد القرقوري

النشأة والدراسة

هذا العلم ولد سنة 1929…ودخل الكُتّاب في سن الدراسة فحفظ القرآن، ودخل المدرسة الابتدائية وخرج منها بلسانين…العربية والفرنسية، توجه للفرع الزيتوني بصفاقس، وبعد سنوات تحصل على شهادة الأهلية بها سافر إلى تونس وانخرط في جامع الزيتونة…

والتحق به أخوه أنس، قضى فيه ثلاث سنوات توجت بحصوله على شهادة التحصيل، واصل الدراسة ثلاث سنوات توجت بنجاحه في امتحان شهادة العالمية…

كُلف بالتدريس في الفرع الزيتوني بسوسة، ثم انتقل مكلفا بالتدريس في الفرع الزيتوني بصفاقس…ولما أُلغي التعليم الزيتوني دخل المدارس الابتدائية معلما ومديرا إلى أن تقاعد…

دخل الصناعة

لم يقبع في البيت ولم يقتل وقته في المقاهي، مدّ يده إلى الصناعة، وبعث مصنعا في الخياطة يوفر العمل لعدد من العاملات وما ينتجه يصدر لمؤسسة في الخارج تستقبله، عمل المعمل سنوات بنجاحه بإدارته ومساعدة زوجته الفاضلة الطيبة…

في النادي الصفاقسي

منذ صغره كانت له هواية لعبة كرة القدم، فكان يشارك في فرق الجمعيات الزيتونية الصفاقسية..وكان من أنصار النادي الصفاقسي، ولذلك وضع بين يديه فريق الكرة الطائرة فقاد الفريق بذكائه سنوات متعددة متواصلة حقق فيها الفريق الفوز بكؤوس وطنية وعربية..
كانت سمعته طيبة، وبين الناس كلمته مسموعة، ولذلك كان على اتصال بعدد من أنصار النادي الصفاقسي يشجعهم على دعم النادي ماليا..

والعمل الاجتماعي

لما أيقن أن عليه أن يمد يده للعمل الاجتماعي مدها إلى جمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية بصفاقس…مدّها بالدعم وهو في المصنع، ومدها بالفكر والتوجيه بحضوره في اللجنة الاجتماعية، ومدها بالدعم المالي من ماله وعطاء أحبابه…

حسن المعاشرة

ولما فرض عليه المرض البقاء في البيت تواصل عطاؤه للجمعية…كان المرحوم فتحي القرقوري رجلا مؤمنا، صادقا صديقا، أنيقا في لباسه، هادئا في حديثه وحواره…
يُحسن المعاشرة مع من يخالفه وإن خالفه في الاتجاه الحزبي السياسي…هذه سطور أودعه بها يوم وفاته لا للبكاء عليه ولكن لِمَا في سيرته من دروس تستمطر الرحمة عليه، ولتواسي زوجته وبناته وعائلة القرقوري، وأصهاره وأحبابه…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى