كتب: محمد الحبيب السلامي
وُلد محمود مقديش بصفاقس، وحفظ القرآن، وانضم إلى الطلبة في الجامع الكبير بصفاقس يأخذ العلم عن كبار المشائخ الذين تتلمذوا على الشيخ علي النوري…
ولضيق ذات اليد سافر إلى جربة فوجد الإقامة والعلم من كبار المشائخ، وعاد إلى صفاقس وتزوج وأنجب أولادا، ولما أراد السفر إلى مصر ليستزيد علما من الأزهر وافقته زوجته فسافر فماذا فعل؟
يطلب العلم في ساعات العلم وينسخ الكتب في وقت الفراغ…وبها يعود إلى صفاقس يبيعها فيربح…يترك منها لعائلته نفقتها ويسافر بالباقي يواصل الدراسة والنسخ حتى إذا أخذ ما يرويه عاد إلى صفاقس، يقدم العلوم للطلبة تطوعا، وينسخ الكتب ويبيع، ويتعاطى التجارة…وفي وقت الفراغ ينكب على التأليف…
وفي لقاء الغد نتحدث عن كتاب هام مشهور من مؤلفاته…وقبل أن أختم سطوري أقول: يُروى أنه اتفق مع بعض أعيان صفاقس على السفر إلى الباي يقدمون شكوى بعامل صفاقس، وحضر مقديش في الموعد زمانا ومكانا وغاب أعضاء الوفد، غضب، ولكنه سافر وحده…
وقابل الباي، وقدم الشكوى، وعاد فدخل القيروان ولم يعد إلى صفاقس احتجاجا…
في القيروان واصل حياته، وفيها توفي…فهل يذكره أهالي صفاقس أم يذكره أهالي القيروان؟
أسأل وأحب أن أفهم…
